رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

شخصيات واسماء فى الذاكرة الشعبية السودانية اب جيقة , ود اب زهانة , اب تكو, عجوبة

FB IMG 1740675546960
FB IMG 1740675559225

FB IMG 1740675564998
فى ذاكرتنا الشعبية هنالك العديد من الشخصيات والاسماء التى صارت مضرب المثل لبعض الافعال او الصفات , وفى هذا المقال سوف نتعرض لبعض الاسماء التى صارت معروفة و مألوفة لدينا مثل اب جيقة و ود اب زهانة و اب تكو و عجوبة
اب جيقة مثال الرجل السودانى التقليدى المتزمت
اذا كان محمد احمد يرمز للسودانى العادى الكريم و المتواضع ذو الاخلاق و الصفات الكريمة التى تغنى لها البنات , فان اب جيقة صفة تطلق على الرجل السودانى التقليدى بل و الرجعى الذى يرفض التمدن واستخدام التقنيات الحديثة و هو فى المجمل عدو لكل ما هو جديد فى العالم , والملاحظ كثرة استخدام صفة اب جيقة لدى النساء الذين يرون فى تزمت ابائهن او ازواجهن نوع من صفات اب جيقة .
ود اب زهانة عنوان الكسل و العطالة
وبخلاف اب جيقة فان ود اب زهانة يقال انه كان شخصية حقيقية كان يعيش ايام السلطنة الزرقاء ( سلطنة سنار) 1504-1821م واشتهر بالكسل الشديد وحب النوم و التبطل ويقال انه كان له الكثير من المحبين و المعجبين اذ كان من الاثرياء فى سنار كما كان يتمتع بشخصية تحب الضحك واللهو , ويقال بانه يصحو من نومه متثاقلا و يشرب القهوة وبعدها يحول عنقريبه الى ضل الضحى ويقضى بقية نومه فى الاكل و النوم و مصاحبة الاصدقاء يعنى كما يقولون ” لا شغل ولا مشغلة” وله الكثير من الاقوال التى تنسب اليه ويدعو فيها الى افكاره و فلسفته فى الحياة بوصفه زعيم الكسالى و الخاملين مثل : ” ضل الضحى يطول العمر” ” تغدى تمدى ولو كانت الحرب دائرة ” ” النوم خريف العين” ” من سكاها ما لحقها” ” ربنا ماشق حنكاً ضيعوا” ” الحى رزقه حى” ” كان كترت عليك الهموم ادمدم ونوم ” . وفى السودان صار ود اب زهانة مثال للكسل وحب النوم و الترطيب . نجد رسم تخيلى له اسفل المقال
اب تكو مثال الحكم القاسى الظالم المستبد
عندما يتعرض البعض منا الى قوانين قاسية او احكام متشددة و ظالمة فانهم فى الغالب يصفونها ب ” حكم اب تكو” وأب تكو هنا هو طائر ويقال له ايضا ابو منقور ، طائر له منقار طويل معكوف، تشبه السكين ( التكو) ولهذا جائت التسمية , وا بتكو هذا قد نال شهرته الرهيبة فى الاستبداد اذ انه عندما تبيض انثاه فيقوم بنتف جميع الريش الذى يكسو بدنها حتى لا تتمكن من الطيران ثم يقوم بحبسها داخل عش مغلق تماما كالصندوق لاتوجد به سوى فتحة صغيرة لدخول الهواء وادخال الطعام وتظل هذه الانثى المسكينة فى هذه الحالة الى ان يفقس البيض . ولهذا فان البعض يكمل القول ” حكم اب تكو لمرتو ” وهنالك طرفة تقول بان احد الازواج كان يظن انه وحده الذى يخاف من زوجته و يعانى من سيطرتها ولكنه كان كل ما يشتكى الى احد معارفه كان يحد ان حاله افضل اذا ان بقية الزوجات اشد باسا و قوة من زوجته فما كان منه الا ان قال ” والله عافى منك يا اب تكو انت اللى فيهم !! ” يجدر ذكره بان الحكومة السودانية قامت فى السابق باصدار طابع بريد يحمل صورة اب تكو كطائر سودانى جدير بالاهتمام ونجد صزرة لهذا الطابع فى المقال .
عجوبة رمز الخراب و المكائد
من المؤكد بان الجميع فى السودان قد سمعوا بعجوبة الخربت سوبا , واصبحت تطلق على الرجال و النساء الذين يحيكون المؤمرات و والمكائد و الدسائس الخبيثة التى تؤدى الى الخراب وعندنا فى السودان نوصف الشخص الذى يقوم بمثل هذا العمل ” خرّاب العامرة” , فمن هى هذه العجوبة صاحبة الشهرة التاريخية فى حياكة المؤمرات والايقاع بين الناس ؟ على حسب الروايات المتناقلة فان عجوبة كانت امرأة تعيش فى سوبا التى كانت عاصمة مملكة علوة اخر الممالك المسيحية النوبية فى السودان والتى تم تدميرها فى العام 1504م بواسطة تحالف الفونج والعبدلاب , ويقال بان زوجها الذى كان احد الوزراء قد تم قتله على يد بعض المتامرين , فاقسمت ان تثار له فوجدت ضالتها فى ابنتها جميلة الجميلات ” طيبة” وكان جمال بنتها هذا لافتا يجذب الخطاب من علية القوم الوزراء و رجال الدولة وبدأت القصة عندما تقدم احد الوزراء لخطبة ابنتها فاخبرته عجوبة بان الوزير فلان قد سبقه الى الخطبة و لا حل سوى بقتله و التخلص منه و وفعلا قام الوزير المتقدم الى الخطوبة بقتل زميله الوزير المفترى عليه , وهكذا استمرت عجوبة فى هذا الامر حتى تقاتل جميع الوزراء وفى النهاية تم الكشف عن الحقيقة و تم قتل عجوبة ولكن الاوان كان قد فات فقد ضعفت الدولة بفعل التقاتل الداخلى و اصبحت بعد ذلك لقمة سائغة لجيوش الفونج و العبدلاب فدخلوا سوبا و ودمروها دمارا شاملا اصبح يضرب به المثل , ويجدر ذكره بان بعض المختصين فى التاريخ يشككون فى هذه الرواية ولكن من المؤكد بان عجوبة قد رسخت فى اذهان الناس كرمز للشر و الخديعة .وفى الصورة المرفقة رسم تخيلى لعجوبة .
والى اللقاء

زر الذهاب إلى الأعلى