
هشام عباس
القضية التي تحدث عنها دولة رئيس الوزراء حمدوك ولم يفصح عنها بشكل واضح حول التدخل الاجنبي في السودان جزء منه اخطر بكثير من مجرد دعم اطراف الصراع انما يتجاوز ذلك الى ما يشبه احتلال ممنهج ..
كمثال قد يكون وجود وفد تركي متمثل في فنيين ومشغلين لمسيرات بيرقدار واكنجي امر معلوم للجميع لكن الامر ابعد بكثير من مسيرات تستهدف استمرارية الحرب وتدمير البلاد .
الوفد التركي اكبر بكثير بل ان المختصين بادارة المسيرات والحرب عدد محدود مقارنة بالحجم الكلي للتواجد التركي في شرق السودان الذي تحول الى ما يشبه ادارة الدولة فعلياً وامتلاك قرارها بل والترتيب لشكل السودان القادم والتمهيد لسيطرة كاملة على الجزء المتبقي من جغرافيا ما بعد التقسيم .
ما حدث في ليبيا هو حرفياً ما يحدث في السودان دولتان شرق وغرب تسيطر تركيا على جزء منها والمليشيات التي تكون الحكومة الصورية تأتمر بأمرها لتنفيذ اهداف تركيا كما حدث في فترة ترسيم الحدود البحرية ومواطن الغاز والصراع الشهير مع مصر .
مصر تقريبا فهمت هذه الخطوة والتواصل الاخير بين مصر والدعم السريع ماهي الا رسائل قد لا يفهمها ولا يفهم خطرها من تسوقهم عداء وخصومة الحرب والانتقام من الطرف الاخر الا بعد ان تقع الواقعة .
بعيداً عن اخبار التواصل بين مصر والدعم السريع وبعيداً عن اشارات حميدتي في خطابه الاخير مصر التي نعرفها ما كانت ستصمت للأحداث التي وقعت على حدودها الفترة الماضية ( سيطرة الدعم على المثلث ) الى درجة عدم صدور ولو تصريح من الادارة المصرية .
اللعبة في السودان تخرج عن سيطرة من كانوا يعتقدون ان من يحمل السلاح ويقتل خصمه هو المتحكم ليصبح التدخل الاجنبي هو المقرر والمسيطر .
باختصار تركيا ترسم خريطة دولة المليشيات الليبية في الارض السودانية .
لن يفهموا ذلك الان