أماني الطويل : خطاب حميدتي بشأن المثلث “لا يُعبّر بالضرورة عن التواصل مع الدوائر المصرية” ولا يعكس تغيرًا في موقف القاهرة

علّقت الدكتورة أماني الطويل، الباحثة في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، على الخطاب المصوّر الذي بثّه قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) مؤخرًا، بشأن السيطرة على منطقة المثلث الحدودي شمال السودان، وإرساله رسائل تطمين إلى كلٍ من مصر، ليبيا وتشاد، مؤكدة أن الخطاب “لا يُعبّر بالضرورة عن تواصل فعلي مع الدوائر المصرية” ولا يعكس تغيرًا في الموقف الرسمي للقاهرة.
وفي تصريحات أدلت بها خلال مشاركتها في برنامج بثته قناة “دويتشه فيله” الألمانية حول تطورات الصراع السوداني، قالت الطويل: “لا أدري إن كان ثمة تواصل مباشر بين حميدتي والحكومة المصرية، ولكن يبدو أن تصريحاته ترتبط بالسياق العسكري في المثلث الحدودي، أكثر من كونها ناتجة عن مسار دبلوماسي منظم.”
وأشارت الطويل إلى أنباء عن تعرض قوات الدعم السريع لهجمات جوية في منطقة المثلث الحدودي، دون تأكيد الجهة المنفذة لتلك الضربات، ما يُعزز، بحسب قولها، غموض المشهد العسكري في تلك المنطقة الحيوية المتاخمة لمصر وليبيا وتشاد.
وطرحت الطويل ما وصفته بـ”سيناريوهين” لفهم خطاب حميدتي:
وعن مدى تأثير خطاب حميدتي على صانع القرار المصري، شددت الطويل على أن الموقف المصري تجاه الصراع في السودان لم يشهد تغيرًا جوهريًا، مشيرة إلى أن “بعض الفاعلين في الساحة السودانية لا يُدركون آليات صناعة القرار في مصر”.
كما أكدت الطويل أن مصر تواصل جهودها لاستضافة حوارات سودانية – سودانية، مشيرة إلى انطلاق مشاورات تمهيدية تهدف للوصول إلى توافق سياسي شامل يُطرح ضمن مؤتمر مرتقب خلال العام الجاري. وقالت إن “اليوم التالي للحرب في السودان يجب أن يُبنى على توافق مدني-عسكري واضح، وهذا ما تسعى القاهرة إلى دعمه.”
وكان حميدتي قد بث، يوم الأحد 22 يونيو، خطابًا مصورًا أعلن فيه أن سيطرة قواته على منطقة المثلث الحدودي ستسهم في ضبط أمن الحدود ومنع تهريب البشر والسلاح، مضيفًا أن علاقته مع مصر “تخضع للمراجعة”، مُتهِمًا “أطرافًا سودانية” بالسعي لإحداث قطيعة بينه وبين القاهرة.
ويُذكر أن قوات الدعم السريع أعلنت مطلع يونيو 2025 سيطرتها على المثلث الحدودي قرب جبل العوينات، عقب انسحاب القوات المسلحة السودانية وقوات مشتركة أخرى لأسباب تكتيكية، بحسب بيان سابق صادر عن الجيش.
ويرى مراقبون أن التطورات في المثلث الحدودي قد تُفضي إلى تحوّلات في طبيعة العلاقة بين قوات الدعم السريع ودول الجوار، لا سيما من زاوية التعاون الأمني والاقتصادي، وسط مناخ إقليمي متوتر يعيد رسم توازنات النفوذ في منطقة القرن الإفريقي وشمال إفريقيا.