رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

الى السادة المجتهدين في غسيل الكيزان : رشا عوض

اكذوبة ان القوى المدنية المصطفة خلف شعار “لا للحرب” وساعية لحل سياسي تفاوضي يؤسس لسلام مستدام هي حليفة للدعم السريع وعميلة لمشروع استعماري وكيلته الامارات وان هذه القوى السياسية غشيمة لدرجة انها تعتقد بان الدعم السريع يمكن ان يهديها السلطة على طبق ذهب، هذه سردية الكيزان والجيش وهي تدليس وكذب محض.
لا احد عاقل يمكن ان يزعم انه يملك مفتاح الحل للكارثة التي نحن فيها لان اكبر المعطيات المتحكمة في مسار الحرب خارج سيطرة المدنيين، وبعضها خارج سيطرة الجيوش المتحاربة نفسها!
واجبنا كقوى مدنية ديمقراطية هو ضبط البوصلة الوطنية فكريا وسياسيا واخلاقيا في اتجاه الضفة الصحيحة من التاريخ ، ومن هنا يمكن ادارة حوار عقلاني حول ما نحن فيه مختلفون، هل نضبط بوصلتنا في اتجاه استخدام شلالات الدماء المسفوكة في بلادنا الان لغسيل الكيزان والجيش من اي وزر وتتويجهم ابطالا للوطنية والتحرر من المشروع الاستعماري المزعوم والقتال في صفوفهم الى ان يتم استئصال الجنجويد باعتبار ان جذر الازمة هو الجنجوييد؟ ام نضبط بوصلتنا في اتجاه ان الكيزان والجيش والجنجويد ثلاثتهم جذور ازمة ، وان الكيزان والجيش هم الجذر الاعمق الذي نبت منه الجنجوييد! ومن ثم يجب ان ننزع المشروعية السياسية والاخلاقية عنهم جميعا ونعمل على ان تكون شلالات الدماء المسفوكة الان هي السيل الذي يقتلع هذه الجذور،اي جذور الازمة؟
لا يوجد منطق متسق يحترم العقول يمكن ان يقنع شخصا مرجعيته حقوق الانسان ومصلحة الوطن والمواطن ان الكرت الاحمر للطرد النهائي من الحياة السياسية يجب ان يرفع في وجه الدعم السريع وحده! والحكم الذي يرفع هذا الكرت الاحمر هو الكيزان المأفونين الذين صنعوه وشاركوه الاجرام وكان حارسهم وحاميهم ويدهم الباطشة ضد حركات دارفور المسلحة ، او يرفع الكرت الاحمر بواسطة الجيش الذي ارتكب في تاريخه كل الموبقات التي ارتكبها الدعم السريع على مدى سبعين عاما وفي هذه الحرب يقتل المدنيين الابرياء بقصف الطيران تحت لافتة استهداف الحواضن الاجتماعية للتمرد تنفيذا لمخطط الكيزان العنصري الذي يهدف لتقسيم البلاد في اخر المطاف.
اما من يصمون اذاننا بان الاصطفاف خلف الجيش هدفه الحفاظ على مؤسسة الدولة فلا ادري اين هي الدولة واين هي المؤسسية التي يمثلها الجيش؟
اذا كان من اهم خصائص مؤسسة الدولة احتكار العنف بواسطة الجيش النظامي ، فهل هذه الخاصية تنطبق على ” مسخ الدولة” الموجود حاليا في بورسودان؟
كتائب البراء بن مالك والبنيان المرصوص والبرق الخاطف والقوات المشتركة والمليشيات القبلية التي تتدرب في ارتريا ما هو مكان كل هذه المليشيات من الاعراب في مؤسسة الدولة؟ اليس هؤلاء هم جنجوييد المستقبل؟!
اين هو اللسان المؤسسي الناطق باسم الجيش خلال هذه الحرب؟ الانصرافي وحياة الملك والناجي مصطفى؟
الكيزان الظاهرون والمستترون يرغبون في ان تكون شلالات الدماء المسفوكة في هذه الحرب وسيلة لتعبيد الطريق لنسخة اكثر انحطاطا من مشروع الكيزان الاستبدادي الفاسد ولذلك يستميتون في تحويل هذه الحرب الى مشنقة مادية ومعنوية لقوى سياسية مدنية مهما قيل عن اخطائها ومهما كان الاختلاف مع طرائق عملها لا يمكن تحميلها وزر اشعال هذه الحرب او وزر الانتهاكات المترتبة عليها .
كل من حاول غسيل الكيزان سوف يتسخ هو!!
الكيزان ما بنضفوا مهما بلغت جرأة الغاسل في الكذب والتدليس والتضليل!

زر الذهاب إلى الأعلى