رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأخبار

مدارس احمد ازيرق بسوبا شرق تنعي الاستاذ احمد محمد فضل السيد

نعي أليم بمزيد من الحزن والأسى تنعي مدارس (احمد ازيرق الثانوية بنين التقوى والاخلاص الثانوية بنات والابتدائي ) عند الله تعالى الاستاذ احمد محمد فضل السيد ( احمد ود الازيرق )
ابن سوبا وفخرها
الفقد الجلل وترك الفراغ الكبير ..
برحيله انهدم ركن من أركان التعليم الأكاديمي في بلادي
سيكون قلمي بين آلاف الأقلام التي تنعي مربي الأجيال وأستاذ الأساتذة ..
وابداء بما عرفنا عنه
الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ
ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها
مسيرة من العطاء المتصل ومشوار حياة طويلة في السلك التعليمي.. في أغلب ولايات السودان ..وعملا تربويا بإخلاص . وحضورا وتمثيلا اجتماعيا .. سيرة عطرها بعرق الجهد والكد والإخلاص والتفاني في العمل ، وذكرى طيبها بحسن المعشر ومحبة الخير وتقديم المنفعة للناس ..
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
أبناءه.من رحم العلم ملاءوا الدنيا خيرا ..فأبناءه الان مئات الأطباء والمهندسين والأساتذة وفي مختلف ضروب العلم ومجالات العمل ..
ساترك الحديث عن مسيرته العلمية والعملية الخالدة للكثير من اخواني من رحم التعليم .. لاتحدث عن الاستاذ احمد ود الازيرق السوباوي الأصيل..
لقد درس على الأستاذ جل الرعيل الاول من اهل سوبا وكل من درس على يده تمنى وسعى أن يدرس أبناءه على يد ذات الاستاذ لما رأوه من اجتهاد وسعي حثيث .الاستاذ وشخصيته الحازمة الصارمة الحاسمة وقوته المستمدة من ثقته بنفسه وثقة الناس به. .
الاستاذ احمد حضورا في كل محافل سوبا وبين أهلها ومعهم في جميع أفراحهم واتراحهم في دوواينهم وصيواناتهم..في كل المناسبات الاجتماعية تجده حاضرا. وكل الحضور يكونون حريصين على السلام عليه وهو أحرص عن معرفة كل من سلم عليه ..حتى بعد أن تقدم في العمر ونال منه المرض تسمع صوته المتميز واسئلته تحدد مكانه ( انت منو.. ود منو؟ ايوااااه ..ياسلااام فلان ..)
الاستاذ احمد في بيته …
ذات يوم بعد انتهاء اليوم الدراسي وانا راجع من المدرسة . فإذا بالاستاذ يطلب مني مساعدته لحمل بعض الأغراض معه إلى البيت سبحان الله كان طلبه بصيغة الرجاء ولم يكن بصيغة الأمر وهو الاستاذ الصارم الحاسم المهاب ..(ممكن لو عندك زمن وإذا سمحت تشيل معاي الحاجات لحدي البيت؟) حتى في هذا رسالة وتعليم (إن الأمر خاص ولك مطلق الحرية ..)
وصلنا البيت وانا اتفاجاء واندهش بتغير شخصية الاستاذ وتحول الشخصية الحاسمة الى شخصية سيد البيت بدءا بالحلف (والله الليلة تتغدا معانا ) ..ويمضي معلما (ياولدي قالوا عيب الزاد ولا عيب سيدو) كان اول مرة اسمع المثل دا . وانا ذلك الولد الطالب عنده أجده يؤانس أثناء الطعام ويخدم بنفسه ..بطيب خاطر وابتسامة .
الاستاذ احمد المتواضع ..
كان حريصا على العلم وتلقيه وطلبه حتى آخر حياته
لم يترك متابعة محاضرات المسجد العتيق بالتويراب ..وحتى محاضراتي كان حريصا على حضورها وسماعها ونقاشي حولها .. ..تخيل أن اتحدث في حضوره ..مسجد التويراب العتيق الذي لم استطع أن اقول للناس (انا ما شيخ انا أستاذ) فكيف اقول (انا أستاذ) في حضور الأستاذين الفاضلين (أستاذ أحمد رحمه الله) والاستاذ علاء الدين الأمين متعه الله بالصحة والعافية
الاستاذ احمد وكل سوبا أبناءه يمشي رجلا ( على رجليه ) مسافات طويلة داخل سوبا متفقد سير العمل في المدرسة ..حازما حتى مع المعلمين وحريص على متابعة زمن الحضور ..وبداية زمن الحصة وانتهاءها . ترى السيارات الفارهة تقف أمامه ليركب فيرفض وياصل المسير راجلا …ذات يوم طلبت منه ذات الطلب ان اقوم بتوصيله حتى البيت .. فوافق بشرط ( بركب معاك بشرط تفطر معاي ) يا سلااااااام تخيل أن تصادق الاستاذ احمد شخصيا ..
مواقفه معي كثيرة جدا ولا تنسى ..
وختاما نقول ما قال أحمد شوقي
خَلَّفتَ في الدُنيا بَياناً خالِداً
وَتَرَكتَ أَجيالاً مِنَ الأَبناءِ
وَغَداً سَيَذكُرُكَ الزَمانُ وَلَم يَزَل
لِلدَهرِ إِنصافٌ وَحُسنُ جَزاءِ
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ولا نقول الا ما يرضي الله..
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
العزاء موصول لكل معلمي بلادي
ولكل سوباوي
ولآل الازيرق
وتمتد التعازي من أسرة صحيفة امدرتايمز للاستاذة الاجلاء انور حسن والأستاذ علاءالدين الأمين ولقبيلة المعلمين والمعلمات.. انا الي ربك الرجعي..

زر الذهاب إلى الأعلى