رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

الابتزاز الأمريكي .. ماذا هناك ؟

مسلسل الابتزاز الأمريكي مسلسل طويل قد مارسته أمريكا على حكومات السودان في عهد حكومة الإنقاذ ١٩٨٩ م وما قبلها وحتى حكومة نميري لم تسلم من الضغوطات الأمريكية والإملاءات وحتى حكومة الفترة الانتقالية ٢٠١٩ م !!
مارست أمريكا الابتزاز السياسي والضغوطات بحجج واهية وهمية كاذبة في حق الشعب السوداني البريء من تهمة الإرهاب !!
ففي عهد الفترة الانتقالية ٢٠١٩ م لحكومة الدكتور عبد الله حمدوك مع شريكها من المكون العسكري قالت ( لورا كيلي ) التي أعدت تقريرا عن إدارة ترامب بأنها تسعى لحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في تحرك قد يؤدي بالبلد الواقع شرق أفريقيا ( لتطبيع ) العلاقات مع إسرائيل مما يقدم إنجازا جديدا للرئيس ترامب في السياسة الخارجية قبل الانتخابات !!
فكان الابتزاز السياسي الذي تفاوضت عليه وزارة الخارجية الأمريكية مع السودان بأن تدفع حكومة حمدوك تعويضا بمبلغ ٣٣٥ مليون دولار من أموال الشعب السوداني البريء من تهمة الإرهاب كجزء من التزاماته لحذفه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وهذه التعويضات مخصصة لعائلات المواطنين الأمريكيين الذين قتلوا في تفجيرات سفارتي أمريكا في تنزانيا وكينيا عام ١٩٩٨ م وكذا عائلات ضحايا ١١ سبتمبر !!
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل دفعت إدارة ترامب وبشدة السودان لكي يعترف بإسرائيل كجزء من تعهد يقوم على ( إقناع 5 أو 6 ) دول عربية ( ومسلمة ) للتطبيع مع إسرائيل !!
ودفعت حكومة حمدوك المبلغ ٣٣٥ مليون دولار كاملا مما يدل على أنه ( اعتراف ضمني ) بالتهمة المنسوبة على السودان وبالجريمة الإرهابية المرتكبة بتفجيرات راح ضحيتها عدد من المواطنين الأمريكيين والسودان بريء من ذلك وكما قالت الأمريكية ( كرستين برايتوايزر ) التي قتل زوجها ( أريد محاسبة الإرهابيين ولا أريد شيئا يقف أمامي ) !!
أين هم الإرهابيون الآن ؟
وأين الأدلة والإثباتات التي تورطهم بالإدانة ؟
ولماذا لم تحكم عليهم المحكمة الأمريكية ؟
إنه الابتزاز السياسي ولا غيره الذي استجابت إليه حكومة حمدوك بلا تبرير وتأويل للحقيقة التي تفتقر إلى الأساسين الأخلاقي والقانوني !!!

زر الذهاب إلى الأعلى