رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

هذه الحرب التي اعادتني إلى ذاتي : في انتظار الفرج المرتقب : الحلقة الحادية عشرة..

مع انتشار الاخبار التي تتناثر عبر وسائط الإعلام والاتصال المختلفة وما يدور في المجالس من أن القوات المسلحة و جموع المستنفرين و القوات الأخرى قد بدأت في الاستعداد لاقتحام مدينة ود مدني ومختلف مناطق الجزيرة لتحريرها من قبضة قوات الدعم السريع ..كانت موجات الترقب تتصاعد مع العيون التي تتفحص الفضاء وطائرات سلاح الجو والمسيرات الاستطلاعية تمخر الأجواء جيئة وذهابا في مختلف الاتجاهات ويتواكب ذلك الترقب القلق مع متابعة أخبار الاشتباكات بين القوات المسلحة والقوات المشتركة من جانب ومن الجانب الآخر تسعى قوات الدعم السريع أن تكتسح مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور وكذلك المتابعة الدائمة لحركة تمشيط المدن المحررة في ولاية سنار وغيرها التي اندحرت فيها محاولات عودة الدعم السريع اليائسة لها .
بينما تقوم قوات درع السودان بنشاط مكثف لاستعادة مناطق شرق النيل . فيما تتقدم القوات المسلحة نحو سلاح الإشارة ومنطقة وسط الخرطوم للوصول إلى القصر الجمهوري والقيادة العامة ..وهي تداعيات بثت دفقات الأمل في نفوسنا نحن سكان وسط الجزيرة بأن ساعة الخلاص من هؤلاء الاوباش قد حانت وان فجر التحرر من ربقتهم قد أزف بزوغ شمسه لامحالة .
غير أن ذلك لم يكن بمعزل عن المخاوف من أن يدفع الدعم السريع بالمزيد من عناصره لمواجهة أي هجوم من القوات المسلحة ومسانديها فتندلع معارك عسكرية لطالما كانت بعيدة عن هذه الانحاء التي دأبت على اتباع المقاومة السلمية و التعامل الحذر مع ارتكازات الدعم السريع تجنبا لإراقة المزيد من الدماء بعد أن فقدنا أنفسا عزيزة علينا ..وكانت تتناهى إلى مسامعنا بعض أصوات البراميل المتفجرة التي تلقي بها طائرات الجيش ولكن في مناطق بعيدة نسبيا عن مناطق وسط الجزيرة وعلي سبيل المثال بعيدا قليلا عن الجغرافيا الممتدة من الحصاحيصا شرقا وابوعشر شمالا والمحيريبا وطابت في الناحيتين الغربية والجنوبية .
وللحقيقة فقد أدت سياسة المقاومة السلمية تلك إلى لجم جموح قوات الدعم السريع ومنعتها بصورة تلقائية من التمادي في اقتحام القرى بصورة مباشرة باستثناء بعض الحالات التي حدثت فيها تفلتات غريبة كالتي حدثت في قرية شرفت الحلاوين المجاورة لقريتنا مناقزا وهي كما يبدو كانت نتيجة تضارب صلاحيات ارتكازات الدعم السريع المنقسمة على نفسها في محاولة سيطرة مجموعة كل قائد على حده تغولا على مناطق غيره من القادة .
كما أن صرامة تعامل مواطني منطقة الوسط المبطنة باللين الظاهري قد أوحت لأولئك الدعامة بأن التعدي على الحرمات والشرف والعروض هو من الخطوط الحمراء التي عليهم عدم تجاوزها لأن طبيعة الناس هنا وان تغاضت عن انتهاك الممتلكات المادية والعينية فإن التجاسر على تلك الخطوط دونه الشهادة إلى جانب جثة المعتدي وفي ذات الزمان والمكان .
لذا فلم تشهد مناطقنا نوعا من تلك البشاعات المتمثلة في الإغتصابات التي كنا نسمع بها ونشاهدها عبر الوسائل بكل أسف وهي تحدث في بعض المناطق ..وهذا بالطبع لا يقلل من شهامة الاحرار من الرجال الشرفاء هناك ولا يطعن في عفة الحرائر اللائي اقدمن حتى على الانتحار تجنبا للتفريط في شرفهن الغالي في بعض تلك الحالات.
وان كان منتسبو الدعم السريع قد تحاشوا تلك الأفعال في مكان ما لاعتبارات بعينها فذلك لا يعني بالطبع طهارتهم وخلوهم من رجس النوايا السيئة التي دفعت اشباههم لارتكاب تلك الفواحش في تلك الاماكن المغلوبة على أمرها بتغليب القوة في قهر الرجال وعدم النخوة حيال انتهاك كرامة النساء الحرائر.
يتبع..

زر الذهاب إلى الأعلى