*وسائل التواصل الاجتماعي بين الهدف النبيل والممارسات المخجلة**

* رضوان علي الحسن : روما ..ايطلليا

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث توفر لنا منصات للتواصل والتعبير عن الذات، ومشاركة الأفكار، وحتى تعزيز الفهم المتبادل بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات. ومع ذلك، شهدنا في السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً في كيفية استخدام البعض لهذه المنصات، مما أدى إلى ظهور ممارسات تثير استياء الكثيرين، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك.
إن شهر رمضان هو فترة مخصصة للتأمل الروحي، التعاطف مع المحتاجين، وتعزيز الروابط الاجتماعية. ومع ذلك، بدلاً من استغلال هذه الفرصة لنشر القيم النبيلة، نجد عدداً من الأشخاص يحولون صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مسرح لاستعراض تفاهاتهم المخجلة. تصوير موائد الطعام بطريقة تفتقر إلى الذوق والأدب، والتسابق في تناول الأطعمة بطريقة غير لائقة، قد تجاوز كل معايير الاحترام واللباقة. والأسوأ من ذلك، أن هذه الممارسات لا تأخذ في الاعتبار مشاعر الآخرين، خاصةً أولئك الذين يواجهون ظروفاً اقتصادية صعبة.
من المؤسف أن الكثير من هؤلاء الأشخاص لا يهدفون سوى لجذب الإعجابات والحصول على فتات من الدعم المالي الذي بالكاد يفي بأي غرض. إن تحويل منصات التواصل الاجتماعي إلى مساحات لنشر محتوى غير لائق يستهين بمشاعر المتابعين، ويلحق ضرراً بالقيم التي يمثلها الشهر الفضيل.
لذا، ندعو الجميع إلى مراجعة أنفسهم واستغلال هذه الأيام المباركة لنشر الخير والإيجابية. دعونا نستخدم هذه الوسائل لنشر المحبة والاحترام وتعزيز روح التعاون بدلاً من تشجيع السلوكيات التي تخدش الذوق العام. في النهاية، رمضان فرصة للتغيير نحو الأفضل، فلنجعل من وسائل التواصل الاجتماعي أداة لتحقيق ذلك.