
*هل يرتقي الحج لدرجة التحريم،في عام رمادة السودانيين..؟!*
بقلم / عادل سيدأحمد
….. *الحلقة ” 16 “*…..
لماذا لا يجنحون للسلام..؟!.
مع أنَّ القتال في الدين ممقوت..؟!.
والجنوح للسلم مَرجوح..؟!.
*********
الحرب تطال كُل شيء..
تقتل الحرث والنسل..
وتُشَرِد البَني آدَمِيِّينَ..!.
تغتصب وتُصفي عِرقياً..
تجوِّع وتعطِل التعليم..!.
*******
(؛)مسألتان هامتان تحتاجان إلى جدل فقهي،
نخترق فيه (قوالب علماء الحيض والنفاس)،،
والذين – جُلهم – يعتمدون على فتاوى سابقة ،وقعت في عصور قديمة،،وفق ظروف ومُعطيات مُختلفة..!.
لكّلِّ ذلك نحتاج إلى فقه جديد..
ويا سُبحان الله:هذا الواقع الذي ينشد فقهاً جديداً مواكباً للحرب،
فرضه (أدعياء الإسلام السياسي)؛من فلول الإخوان والدواعش والقاعديين..!.
عليهم لعنة الله والناس أجمعين..!.
…………………………..
(!)هل الحج في ظل الحرب،بذات الأحكام في ظروف الاِستقرار؟!.
(!)هل الأُضحية هي ذاتها بشروطها وضوابطها؟!.
*******
معلوم أنَّ السودانيين يعيشون ظروفاً قاسية..
خلقت معاناةً،وفقراً
،وتعطلاً لأوجه الحياة.
فهل ضوابط الحج في وضع مُستقر،هي ذاتها في أوضاع مُضطربة ..؟!.
سؤال منطقي ولحوح..
الحج فريضة في العُمر مرةً واحدة بشروطه وضوابطه..بهذا الفهم فإنه مُقدم على السُنة..
إذن موضوع جدلنا الفقهي هو في:
أيهما أحق بالفعل،
وأعظم أجراً عند الله:الحج أم الصدقة،،
في ظروف الحرب الحالية التي يعيشها السودانيون ؟!.
******
فلنتعمق أكثر:
مما لا شكَ فيه أنَّ (الإخوان)،بإشعالهم للحرب،ورفضهم للسلام،إنما يعطلون الشريعة.
بل خلقوا واقعاً أسوأ بكثير من عام الرمادة،
الذي عَطلَ فيه”الحدود” سيدنا (عُمر بن الخطاب)..!.
*******
هل حج الحُجاج مقبول،أم كان الأفضل منه (الصدقات)..؟!.
إنَّ الشرط الجوهري للحج هو الاِستطاعة،،وما عادت للناس اِستطاعة..
وكذلك القُدرة،حيث لا قدرة مادية،ولا بدنية..!.
إذن هي المشقة..!.
فلِمَ الحج يا رجل..؟!.
هل تركَ الكيزان ودُعاة الحرب قُدرة للناس..؟!:
– فلا وجود للمال الكافي،لتغطية نفقات السفر والحج والرجوع.
• ولا وجود للوسائل الآمنة للترحيل.
*******
صدقوني:
لو أنَّ ناوي الحج،يسعى للمغفرة والرحمة والأجر،،فإنَّ التصدق بمال الحج لعلاج مرضى أو إغاثة منكوبين،لسد حاجة الجوع أو مشردين ونازحين بلا مأوى،يجعل الأجر أعظم..
وهل هناك أفضل من أنَّ ترحم ضعيفاً ..؟!.
*******
في ظل الحرب فإنَّ سُنة الصدقة أعظم درجةً من فريضة الحج..
حتى للذي لم يحج في حياته،فإنه من الممكن أنْ يوجل،في سبيل إغاثة ملهوفين..
وما أكثرهم في بلادنا،في هذه الظروف.
******
إليكم هذه القصة المُعبِرة المؤثرة:
عبد الله بن المبارك رحمه الله، كان أحد كبار علماء المسلمين..وكان ميسور الحال ..عاش في القرن الثاني الهجري،وقصته نموذج فريد لرجل جمع بين الورع والكرم والتواضع.
كان عالِمًا محدثًا فقيهًا زاهدًا..
وهو في طريقه للحج، رأى إمرأةً تلتقط شيئاً من مزبلة، فتقدّم وسألها، فإذا بها تجمع لحم ميتة، لتُطعِم أطفالها الجائعين.
فأعطاها كل ما كان ينوي أن يحج به من مال،وعاد إلى بلده.
ثم رأى في المنام من يقول له:
“حجك مقبول،وسعيك مشكور،وذنبك مغفور”..
*******
شتان مابين رؤية وتوهم..
قارن بين ما حدث مع بن المبارك..
وذاك العابث بالإسلام، فقهاً للضرورة على مذهب (ميكافيلي).حيث كان يحض الناس على الحرب..ثم من بعد ما أُزهقت أرواح الآلاف،
وشُرِدَ الملايين،جاء ليدعي أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام،جاءه في المنام،وقال له (أوقفوا الحرب،،وأجلسوا للسلام)..!.
النبي لم يكن داعية حرب..!.
وهؤلاء القوم يعملون لدُنيا يصيبونها..وإمراةً ينكحونها..!
فقد تطاولوا في البُنيان،
وعطلوا الآبار..وكانوا في كُل عام يحجون،من (ثِقل الأوزار)..!.
*******
إبليس مُحتار فيهم،،فقد جعلوا منه عاطِلاً..!.