رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

حتى يكون العود احمد ..

قد تغضب الطبيعة التي يسخر ادواتها المولى عز وجل ..رياحا كانت ام زلازلا ام براكين وحتى المياه التي خلق منها كل شيء حي قد تصبح نقمة تجرف تلك الحياة وتفني كل شيء..وتلك امور يراها سبحانه تعالى لحكمة منه ربما لخلق معادلة متوازنة في كيفية تقاسم الكون حتى يتسع لمن هو قادم بعد ان اخذ المغادر حصته من البقاء كل حسب قسمته ونصيبه ..ليبدا الاختبار الاصعب امام من بقي لإعادة التعمير لتمضي الحياة رغم كل تلك الكوارث والتقلبات إلى ان يرث الله الأرض وما عليها .
والحروب واحدة من تلك الكوارث التي يشعها البشر فيقتلون بعضهم ويدمرون ما عمرته اياديهم ليجدوا انفسهم في حيرة من أمرهم بعد ان تضع الحرب اوزارها ويبداون التفكير في كيفية إعادة التعمير وقبل ذلك تنظيف ممرات عودة من شتتتهم الحرب ..ومن هنا تبدا مرحلة الجهاد الاكبر .
فالذين سيعودون لن يجدوا الامور كما تركوها قبل الرحيل
سيجدون دمارا بعد ان كان. عمرانا والكثير من معالم الخدمات على عللها لن يجدوا منها إلا اليسير الذي لن يفي بحاجة من طلوا يعانون انحسارها تباعا مع تصاعد وتيرة الحرب وبعدها.
منشات الصناعات باتت اثرا بعد عين ..ولن تعود ملامحها دخانا في سماء الوطن .
فهل سيكون العود احمدا ..ام ان ذلك الحلم سيصبح كابوسا وان راودت النفوس مغازلة بعض الدول الصديقة بانها ستكون على اتم الاستعداد لمد يد العون لإعادة التعمير وهو شعر قد يطرب وجدان المتأمل بعودة الحياة كما كانت بمجرد لمسة سحرية .
ولكن يظل السؤال ماهو دور الداخل رسميا وشعبيا في ذلك الجهد حيال تعمير ماخلفته الحرب من خراب والذي يمثل تحديا يجعلنا نقف طويلا لنتدبر معاني مقولة ما حك جلدك مثل ظفرك .
وساعتها يمكن ان نحلم بان يكون العود احمدا ..وليس المقصود هنا عودة من هم خارج البلاد او خارج ديارهم وهم في الداخل ..بل حتى عودة الذين ظلوا صامدين يستنشقون رائحة البارود اثناء الحرب ..لانهم عاشوا غربة من نوع اكثر وحشة !

والله من وراء القصد .

زر الذهاب إلى الأعلى