رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

( ذاكرةُ الضَحايا ) إن بلادنا هي ذاكرةُ الضحية ، كاذبٌ من قال أن ذاكرة الضحايا مثقوبة !

( ذاكرةُ الضَحايا )
إن بلادنا هي ذاكرةُ الضحية ، كاذبٌ من قال أن ذاكرة الضحايا مثقوبة !

FB IMG 1743245800178
هشام عباس
إننا نَنسى فقط …. الجُناه !
ذاكرتنا مثقوبة من جهة القاتل ، أما المقتول فلا نَنساه .
( جيشٌ واحد شعبٌ واحد )
هيا لأذكِركُم كي تنسوا :
يُخيلُ لي أنه ..!
قد لاح على وجه الفريق ( كباشي ) ، طيفَ إبتسامةٍ شامتة و تَحدٍ سافرٍ ، حين وصل خطابه نقطة :
ـ و حَدثَ ما حدثْ !
يَعلم الكباشي بالضبط ، ماذا كان يوجد داخل كلمة ( حَدثْ ) ذات الأحرفِ الثلاثة .!
يعلم أنها رغم صغر حجمها ، كانت تحوي ( ألفي شهيد و شهيده ! )
داخل ( حَدث ) هذه !
كان الثوار يدفعون أبواب القيادة العامة الموصدة ، و هم يتساقطون من زخّات الرُصاصِ على ظُهورهم ، و كادوا أن يقتلعوا البوابات حتى تجمع عساكر الجيشِ من داخل مَأمنهم يدفعون البوابات لتصمد أمام الثوار ؟
هل تتوقعون أن أعينهم تلاقتْ ؟
عينُ الرجاء و التوسل الدامعةِ ، تنظر في عينِ الصَلف و التشفي الجامدة .!
ـ مش قلتو مدنيه ؟
العساكر يجعلهم الفُضول يَرصونَ رؤوسهم صفاً ، على طول حائط القيادة ، و كجمهور كرة القدم يتابعون ميدان الإبادة .؟
داخل كلمة ( حَدث )
كان الثوار يركضون و هم يتبادلون نظرات الاحتمالِ !
نظرات تهمسُ للآخر : لا تَخف سأسقط أنا لا أنت ، فاركض بجهدك لا تتوقف ..
تقول :
هيا ..
إركُضْ … إركضْ
لا تتوقف ..
إركض أكثر ..
خَلفُك جَيشاً لاهُوتِيا !
إركض إركض
لا تتعثرْ .
جيشٌ لا يتمنى قتلك
بل يتمنى مَصّ دِماك
إركض إركض
أيضا حاول
أن تَتبخَرْ .!!
..
صدقوا يا سادتي ..
إنه لو جَلس ( ميكافيللي ) ألف قرنٍ يُفكر في غايةٍ مقدسةٍ ، ليُبرِرَ لنا بِها ( ما حدث ) ؟
لقال ؛ ما معنى هذا الجُرم الذي ( حَدث ) ؟؟
لأن معناه واضح كالشمس ، أن الجيش الموصوف بحامي الشعب ، هو الذي قتل الثوار ، و ان الكباشي بابتسامة تَحدٍ لم يَقل ( حدث ما حدث ) ، إنما قالها بوضوح لكم :
ـ نعم ، قتلناهم كدا بس .
لكنكم بالطبع نَسيتُم !
و الآن بعد أن ذكرتكم ، عليكم أن تنسوا مرة أخرى ..
و لا تنسوا كذلك ، أن تنسوا أن البرهان قد قال بفخرٍ أنه زرع ( كيكل ) في الدعم السريع ، و سَحب الجيش من مدينة مدني فأستبيحت الجزيرة ..
و أنه بعد أن وضع ( أسرته ) بعيدا في تركيا ، رَفض إيقاف الحرب مُوصِداً أبواب السلام في وجه ( أسركم ) ، أوصدَ الابوابَ مررررة أخرى !
حسنا ..
إنسوا الجُناة
فأنتم بالطبع ..
( ذاكرة الضحايا ) .!
#طريق_المدنيه

زر الذهاب إلى الأعلى