
ناشد مواطنون من منطقة الجريف شرق في مدينة الخرطوم، السلطات الرسمية، بمساعدتهم في توفير مقومات الحياة الأساسية، إذ تواجه المنطقة شحًا كبيرًا في الغداء وانقطاعًا للماء والكهرباء، مع انعدام الدواء.
وفي الأسابيع الماضية خاض الجيش السوداني معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع، بهدف السيطرة على أنحاء واسعة في مدينة الخرطوم، من ضمنها أحياء الجريف شرق التي تقع في نطاق منطقة شرق النيل، شرقي العاصمة السودانية.
وفي الثالث من آذار/شباط 2025 تمكن الجيش من استعادة منطقة الجريف شرق بعد تمكنه من السيطرة على جسر المنشية الاستراتيجي داخل العاصمة، وإحكام هيمنته على محلية شرق النيل، التي ظلت على مدار أكثر من 22 شهرًا تحت قبضة قوات الدعم السريع، وتمثل الثقل الرئيسي لقواتها في ولاية الخرطوم.
وفي مقطع فيديو، منشور على منصة فيسبوك، من داخل منطقة الجريف الشرق، أبدى مواطنون فرحهم واحتفالهم الكبير بتمكن الجيش من استعادة منطقتهم من قوات الدعم السريع، التي ظلت تسيطر عليها طيلة الأشهر الماضية.
وأظهر مقطع الفيديو صورًا مختلطة لمعاني الصمود والمعاناة التي واجهها سكان الجريف شرق قبل تمكن الجيش من استعادة المنطقة، إذ بدت الأواني الفارغة لجلب الماء متراصة أمام أبواب أحد المنازل، في حين ذكرت امرأة مسنة بأنها تحس أن “الحياة عادت إليها بعد خروج الدعم السريع من المنطقة”، مشيرة إلى معاناتهم وصبرهم على الأذى منذ اندلاع الحرب في العام 2023.
وقال أحد المواطنين، إن منطقة الجريف شرق تفتقد الآن لكل أساسيات الحياة، فلا غذاء أو دواء، وهناك معاناة كبيرة مع انقطاع المياه والتيار الكهربائي، مضيفًا إنهم يضطرون إلى استخدام “محاليل طبية” منتهية الصلاحية لعلاج أطفالهم، لأنه لا بديل أمامهم سوى ذلك.
وناشد المواطن الجهات المسؤولة مساعدتهم بتوفير “مقومات الحياة” الرئيسية فقط، بتوفير الغذاء والكهرباء والدواء، وهم لا يطلبون أكثر من ذلك في الوضع الحالي، إضافة إلى حل مشكلة ندرة “الكاش” واستغلال “ضعاف النفوس” لحاجة المواطنين عند استلام التحويلات البنكية، مع انتشار العملة المزيفة.
وقال المواطن أن أي أسرة في المنطقة فقدت على الأقل شخصًا أو اثنين خلال الفترة الماضية منذ اندلاع الحرب. مضيفًا: “مثلما صبرنا العامين الماضيين، مستعدين للصبر أكثر ولتعمير منطقتنا، فقط نحتاج للأساسيات، الماء، والغذاء والدواء والكاش”.
ومنذ أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي أطلق الجيش السوداني عملية عسكرية كبرى تهدف إلى تحرير ولاية الخرطوم، بعد تمكنه من عبور الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة، إذ استطاع السيطرة على مدينة بحري وانفتحت قواته في مدينة الخرطوم التي تمكن من استعادة الكثير من مناطقها، ويمضي الآن إلى تحرير المناطق المتبقية.