
لا ازال اذكر وحتى اليوم اقداح الطعام الكبيرة وبها كميات وفيرة من الحساء واللحم والأرز والخبز، وهى ما نسميها فى السودان بالفتة أو السليقة والتى كانت تعدها جدتى عليها الرحمة وبعد اعدادها كنا نقوم سوية انا وجدتى بالتوجه الى مسجد السيد على فى حلة حمد لتقديمه الى طلاب العلم هناك وكانت جدتى تقول ان هذا الطعام هو رحمة لكل الاهل الذين فارقوا الحياة , وكانت جدتى نفيسة عطية تقول لى بانها ورثت هذه العادة من والدتها والتى هى الاخرى ورثتها من والدتها ايضا فاطمة بنت سعيد المشهورة بالفرحولة والتى كانت شاعرة مشهورة لدى قومها فى بربر . والرحمتات يقول البعض بان مواعيد تقديمها هو يوم الخميس الذى يسبق اخر جمعة (الجمعة اليتيمة) بينما ترى الاغلبية ان وقتها هو اخر جمعة من الشهر الفضيل .
وتتعدد الروايات حول هذه العادة، إذ يرى باحثون أنها متعلقة بالخميس الذي يسبق آخر جمعة من رمضان، بينما يقول آخرين إن الرحمتات تكون في آخر جمعة من الشهر وهذا هو الرأى الغالب , ومن المؤكد بان كلمة الرحمتات ، أنها جاءت من كلمة “الرحمة جات”، أو “الرحمة أتت”، فالكثير من السوادنيين لازالوا يقومون بتقديم وجبات “الرحمتات” في الجمعة الأخيرة من الشهر الكريم، خاصة في القرى والأحياء السكنية القديمة.
والى اللقاء .