السودان جدد حرصه على التعاون معها لإيصال الإغاثات،، المنظمات الأممية،، المساعدات، وانتهاك السيادة

الحكومة ترفض تدخل المنظمات الإنسانية في الشأن السياسي..
تحذير من مغبة تعاون بعض المنظمات مع ميليشيا الدعم السريع..
مخطط خطير لإفراغ سكان الفاشر عبر سيارات تابعة لبعض المنظمات..
مطالبات برصد المنظمات لانتهاكات المتمردين ورفعها للجهات الأممية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
جددت الحكومة السودانية رفضها للتدخل السياسي في العمل الإنساني باعتباره مخالفة للقيم الإنسانية والمواثيق الدولية، ودعت ممثلي وكالات الأمم المتحدة والبعثات الأممية المقيمة بالبلاد إلى ممارسة المزيد من الضغط على ميليشيا الدعم السريع المتمردة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لمعسكرات النزوح حول مدينة الفاشر، وأكد عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق مهندس مستشار إبراهيم جابر إبراهيم خلال لقائه وفد الأمم المتحدة برئاسة نائب الممثل المقيم للأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالسودان ” كريستين مارسلين هامبورغ “، حرص الحكومة على التعاون والتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية لكافة مستحقيها بالسودان.
شدٌّ وجذب:

وظلت علاقة الحكومة السودانية بمنظمات الأمم المتحدة المشتغلة في الحقل الإنساني بالبلاد، محل شدٍّ وجذب منذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023م والتي أشعلت ثقابها ميليشيا الدعم السريع، حيث تتهم الحكومة بعض المنظمات الدولية بالتماهي مع ميليشيا آل دقلو خاصة عقب فتح معبر أدري الحدودي مع دولة تشاد، والسماح لمنظمات الأمم المتحدة بإيصال المساعدات للمتأثرين بالحرب في ولايات دارفور، وحذرت مفوضية العون الإنساني في السودان من مغبة هذا المسلك، وانتقدت المفوضة الأستاذة سلوى آدم بنية ما وصفته إخفاق بعض المنظمات التي تدفع أموالاً للمتمردين من أجل تسهيل مهامها، مبينة أن الحكومة السودانية تقوم برصد كل المنظمات المخالفة لأعراف ومواثيق العمل الإنساني، منوهة إلى رفض الحكومة السودانية محاولة المساواة بين الميليشيا المتمردة والحكومة، وتعامل بعض المنظمات الدولية مع أجسام وهمية غير مفوضية العون الإنساني، يأتي ذلك في وقت تعمل فيه ميليشيا الدعم السريع على منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تقع خارج سيطرتها في دارفور، حيث تقوم باحتجاز شاحنات وسيارات العمل، وكان مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور دكتور عباس يوسف آدم قد ناشد الأمم المتحدة والجهات المانحة للتدخل من أجل تحريك الشاحنات والسيارات المُحتجَزة في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع، ولكن دون جدوى.
مخطط خطير:

وكشفت حركة جيش تحرير السودان عن مخطط خطير لميليشيا الدعم السريع المتمردة بالتنسيق مع بعض منظمات الأمم المتحدة العاملة في إيصال المساعدات بولاية شمال دارفور، وأعلن بيان للحركة ممهور باسم المتحدث الرسمي دكتور الصادق علي النور، تلقَّت “الكرامة ” نسخةً منه عن رصد تحركات مكوكية تقوم بها ميليشيا الدعم السريع ومرتزقتها والحركات الموالية لها، من أجل إفراغ مدينة الفاشر ومعسكر زمزم من السكان، وذلك بالاتفاق مع بعض المنظمات الأممية ليتم نقل المواطنين عن طريق سيارات تابعة لهذه المنظمات يتم توظيفها ووضعها تحت تصرف الميليشيا المتمردة في مقابل أموال يدفعها المتمردون لهذه المنظمات تحدد بموجبها الجهات التي يفترض أن يُنقل إليها هؤلاء النازحون، وأبدى بيان حركة جيش تحرير السودان خشيته من تكرار تجربة بوابة منطقة كبكابية المؤسفة والتي تمت في الثامن عشر من شهر يناير الماضي 2025م، وأودت بحياة الكثير من الأرواح البريئة جراء تعرضها لحلقة تآمر دامية من قبل ما سُمي بقوات حفظ المدنيين التي تركت هؤلاء النازحين في الخلاء يواجهون خطر الموت والنهب والاختطاف الذي تعرضت له بعض الأسر، حيث لم يتم إطلاق سراح أفرادها إلا بعد أن أُجبروا على دفع فدية مالية.
تداعيات العلاقة المشبوهة:

وعطفاً على هذه العلاقة المشبوهة بين ميليشيا الدعم السريع المتمردة وبعض المنظمات الأممية، فإن حياة مئات الألاف من مواطني الفاشر والمناطق المجاورة لها، ومخيمات النازحين معرضة إلى خطر الموت والنهب والاختطاف في ظل صمت غريب ومريب من الأمم المتحدة التي تجعل أصابعها في آذانها، وتغض الطرف عن الشكاوى المتكررة التي جأرت بها الحكومة السودانية بشأن عديد المخالفات التي ترتكبها بعض منظماتها، سواءً بالتعاون مع الميليشيا المتمردة، أو الصمت على المضايقات التي تتعرض لها بعض المنظمات المشتغلة في مجال إيصال المساعدات الإنسانية من قبل المتمردين في دارفور، أو تجاهل الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون ونازحو معسكر زمزم المتاخم لمدينة الفاشر بشمال دارفور، وشدد وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأستاذ خالد الإعيسر على ضرورة أن تقوم منظمات الأمم المتحدة العاملة في دارفور برصد جميع جرائم ميليشيا الدعم السريع المتمردة في حق المواطنين من قصف وحصار ورفعها للجهات الأممية المعنية، وطالب الإعيسر بتدخل الأمم المتحدة عبر طائراتها وناقلاتها وتحت ديباجتها لإنقاذ حياة مواطني الفاشر والمناطق المجاورة لها.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد كان لقاء الحكومة السودانية ممثلة في عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس مستشار إبراهيم جابر إبراهيم بنائب الممثل المقيم للأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالسودان كريستين مارسلين هامبورغ، بحضور وزير الثقافة والإعلام ووكيل وزارة الخارجية ونائب المفوض العام للعون الإنساني بالسودان، بمثابة سانحة طيبة لوضع الكثير من النقاط على الحروف وإيصال رسائل واضحة إلى الأمم المتحدة بشأن التعقيدات والمشاكل التي تواجه مسيرة العمل الإنساني، ومواقف بعض منظمات الأمم المتحدة العاملة في البلاد، وهي واحدة من المطلوبات المرحلية الضرورية والتي نتوقع أن يكون لها انعكاسات إيجابية على تحسين عثرات خطى الكثير من المنظمات الأممية التي ينبغي أن تفهم أن سودان ما بعد الخامس عشر من أبريل 2023م لا علاقة له بسودان الفوضى الذي اُستبيحت فيه سيادته بسبب ضعف واهتزاز رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك الذي طلب في بادرة غير مسبوقة بتدخل بعثة أممية في السودان تحت الفصل السادس، ومن يَهُنْ يسهُل الهوانُ عليه، ما لجُرحٍ بميتٍ إيلامُ.