رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

أسباب انهيار الريال في ستاد الإمارات ؟

تلقي ريال مدريد، حامل اللقب، هزيمة مذلة أمام مضيفه أرسنال بثلاثية نارية في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال ، مما دمر دفاعات الملكي ومزق شباك كورتوا. كانت هذه الهزيمة بمثابة الكابوس لعشاق الريال في جميع أنحاء العالم، ليلة الثلاثاء السوداء التي عكست تراجع الفريق على كافة الأصعدة. سقوط مدوٍ بمعنى الكلمة: تشكيلة ضعيفة، طريقة لعب مملة، وأسلوب غير فاعل يهدف إلى السيطرة على وسط الميدان دون أي اختراق هجومي يذكر. أما ردود فعل اللاعبين، فكانت محيرة وبطيئة، كما لو أنهم يلعبون دون حافز أو رغبة في القتال، وكأنهم مجبرون على المشاركة. لولا براعة الحارس البلجيكي كورتوا، لكان الريال قد تعرض لهزيمة تاريخية في دوري الأبطال، الذي لا يزال يسيطر على أرقامه القياسية بلا منازع.

ما حدث في استاد الإمارات هو نتيجة لسياسة الانتدابات الفاشلة التي يتبعها فلورنتينو بيريز في السنوات الأخيرة. رغم التضحيات التي قدمها الرجل والتخطيط لمستقبل النادي، إلا أنه وقع في أخطاء قاتلة، أبرزها استمرار سياسة استقطاب النجوم من أجل التسويق والبروباغندا، مما أغفل سد ثغرات الفريق في بعض المراكز الحساسة. هذا النهج أثار ارتباكًا فنيًا كبيرًا، فمثلًا، عدم وجود جناح أيمن فعال جعل الرواق الأيمن نقطة ضعف، مما اضطر فالفيردي، أفضل لاعب وسط، إلى شغل مركز الظهير، مما أفقد الفريق قوته الهجومية. كما أن غياب مدافع أيسر ومتوسط دفاع  مركزي قوي، إضافة إلى عدم التعاقد مع مهاجم رقم 9، كان له تأثير سلبي كبير. التعاقد مع كيليان مبابي شكل عبئًا على الفريق، كونه يلعب في نفس مركز فينيسيوس، مما أثر سلبًا على أداء البرازيلي الذي ضاع في زحمة التحولات الهجومية وضغوطات المواقف. فشل أنشيلوتي في إيجاد توليفة هجومية متناسقة انعكس سلبًا على الأداء، فظهرت الفردية والأنانية في اللعب، وانهار الفريق في صراع النجومية. كما تراجع مستوى بيلينغهام بعد الإصابة، وكلها عوامل أدت إلى تراجع مستوى الفريق بشكل عام.

أما في ما يخص موسم الريال الحالي، فالوضع يبدو محبطًا، حيث باتت الليغا في متناول برشلونة، الذي يواصل تألقه وثباته، بينما الريال يتراجع بشكل ملحوظ. وفي كأس الملك، يبدو أن برشلونة سيكون على موعد مع الفوز، وأما دوري الأبطال، فإن الوضع الفني للفريق، بالإضافة إلى الهزيمة الثقيلة في الإمارات، يعكس صورة قاتمة، مع عجز أنشيلوتي عن إيجاد حلول فنية. كل المؤشرات تدل على أن الريال قد يودع البطولة من الباب الضيق، إلا إذا حدثت معجزة في مباراة الإياب على البرنابيو، وهو أمر يبدو مشكوكًا فيه.

المختصر المفيد: ريال مدريد يمر بأسوأ فتراته الفنية على الإطلاق!

زر الذهاب إلى الأعلى