رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

الاعلام القاتل المأجور

كمال كرار
إلى حين أن تنتهي الحرب وتتكشف الحقائق سيكتشف الجميع أن الحرب أشعلها الاعلام واستمرت بفعل الاعلام ..
وأن المجازر البشعة يحرض عليها الاعلام، وهو المنصة الرئيسية التي تطلق خطابات الكراهية والعنصرية .
وسنكتشف وقتها من هم الاعلاميون المجرمون الذين قبضوا الثمن لتدمير الوطن وتفتيت الشعب .
وسنكتشف أيضا ماهي الجهات الأجنبية سواء أكانت دول أو مخابرات التي جندت بعض الاعلاميين السودانيين للأسف،للقيام بهذه المهمة لقاء المال والامتيازات ..
هذا النوع من الناس أشبه بدراكولا الفيلم السينمائي، يتعطش للدماء، ويحتفي بالمجازر، ويصفق ابتهاجا لكل فعل يؤدي لمحو السودان من الخريطة، لم لا وهم في عواصم بعيدة، يستمتعون برغد العيش،ويقبضون المال لقاء الكلام المسموم .
وهذا النوع من الاعلام ظل منذ عقود في بلادنا ينخر كالسوس في جسد المجتمع السوداني،وبسببه انفصل الجنوب عن السودان، ويسعى جاهدا الان لاكمال فصول التآمر .. فصل دارفور وكردفان والشرق وغيرها من مناطق السودان ..
وبخلاف المهام القذرة التي يقوم بها، فانه أصبح مرجعية طرفي الحرب،والموجه للعمليات العسكرية هنا وهناك .. وبالتالي أصبح هو القائد الفعلي للمعركة .. يقول لهذا الطرف أو ذاك اضربوا الحواضن فتنضرب في اليوم التالي، اقصفوا الكوبري الفلاني فيتم قصفه، احرقوا السد الفلاني، وهكذا فالاعلام القاتل يعطي الأوامر ويصفي الحسابات ..
في مواجهة هذا الاعلام المجرم،يضعف صوت الاعلام الوطني الشريف والمسؤول،ولماذا ؟ يقولون غياب التمويل .. وهذا تبرير العاجز .. فليس صعبا في ظل التطور التكنولوجي والاعلام البديل أن يرتفع صوت الاعلام المسؤول، ضد الحرب والمحرضين، ومع السلام والوحدة،انتصارا لارادة الجماهير، ودفعا لحركة الثورة السودانية ..
الكثير من الصحفيين والاعلاميين ناضلوا بلا هوادة ضد النظام البائد، وكانوا ولا زالوا فصيلا أساسيا من فصائل ثورة ديسمبر ..
الآن الشعب والثورة تحتاج للاعلام الثوري،لهزيمة الاعلام الدموي المجرم .. وليس خافيا على الجميع من يمتلك ويمول المنصات المجرمة المعادية للشعب والوطن .. إنهم فلول المؤتمر الوطني، وجهازه الأمني ..
ولا يكفي أن نقول أن هنالك نفابة للصحفيين، أو شبكة للصحفيين، بل واجب الشرفاء التوحد والتصدي بروح المقاومة التي لا تهادن، وبكشف مؤامرات الاعلام المجرم .. وليس التغطية عليها بمقولة ( لم يحن وقت نشر الغسيل ) .. بل حان وقته .. فالوطن يتعرض للتصفية لا بالبنادق وحدها بل بالاعلام القاتل .
نأمل الا نكون مثل المؤذنين في مالطة كما يقول المثل ..
وأي كوز مالو ؟

زر الذهاب إلى الأعلى