رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

تحية إلى قلعة الصمود الإسلامية : مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي

سبع رحلات تلك التي أرتحلتها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أزمنة مختلفة، جميعها سياحية، عدى واحدة كانت لمرافقة مريض، والأخيرة كانت في ٢٧ إبريل ٢٠٢٥، وقد وثقتها بالصورة المرفقة التي التقطتها (سيلفي) وأنا أهم بمغادرة مطار طهران في رحلة العودة إلى أرض الوطن الحبيب، وكان شرف لي بأن تكون خلفية الصورة هي العلم الإيراني الخفاق الذي يتوسطه لفظ الجلالة (الله) الناصر والمعين لكل المسلمين.
وكان المفترض أن تبدأ اليوم الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠٢٥ م أول أيام رحلتي الثامنة إلى هذه الجمهورية الرائعة التي نحبها وتحبنا رغم كل ما يقال عنها، وقد اقتطعت تذاكر السفر لي ولثلاثة من أفراد عائلتي، وتركت مسألة العودة مفتوحة لنعود متى نشاء بعد أن نتشبع من التجوال في تلك الأمكنة الجميلة التي أحببناها في كلاردشت وجالوس ورشت وجيلان وشيراز، ولدينا طموح بأن نزور معظم الأماكن السياحية في إيران ..
إلا أن القوة الصهيونية الغاشمة أبت إلا أن تفسد علينا هذه الرحلة ، وذلك بانتهاكها حرمة سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي صبرت حتى نفد صبرها على كل حماقات بني صهيون، بدءً بمقتل رئيسها ووزيرخارجيتها وعدد من قادتها في تحطيم طائرتهم ، ثم أتبعتها باغتيالات أخرى لعدد من القادة والعلماء، متزامناً مع الاعتداء الوحشي الغادر المتمثل في قصف البنية التحتية للمنشئات الحيوية والمباني السكنية الذي تم فجر يوم الجمعة الماضي، بشكل سافر ومستفزٍ ومهين للسيادة، وبدون أن تبدي إيران حينها أية مقاومة تذكر، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات والمخاوف، فوجدوها الحاقدون فرصة سانحة لكيل الاتهامات لهذه الدولة بالخيانة والتآمر مع الأعداء..
لكن الرد الإيراني جاء مسرعاً ومجلجلاً ومهيباً ومزلزلاً لعروش الصهيونية فأرعب ساستها المتغطرسين، وجعل النتن وقادته يرتعشون خوفاً وجبناً، ومعهم عاهل البيت الأسود، والمتصهينين الآخرين من العرب وغيرهم، فأعاد للعمامة الخامنئية هيبتها، وللأمة الإسلامية شيئاً من كرامتها وعزتها المفقودة، وأعطى للمقاومة في غزة قوة مضافة نشطت على أثرها العمليات ضد القوات الصهيونية الغاصبة ..
ولليوم الخامس على التوالي والحرب بين إيران وإسرائيل سجالاً وعلى أشدها، ورغم تغلغل الخونة في مفاصل الدولة الإيرانية التي أمست وللأسف الشديد مخترقة، بالإضافة إلى التفوق التقني والجوي الصهيوني إلا أن الصواريخ الإيرانية ملأت سماء الكيان الغاصب،وحولتها إلى شهب حارقة، واخترقت الدفاعات الجوية وما تسمى بالقبة الحديدية، وأصابت مواقع حيوية في وسط تل أبيب وما حولها، وأرغمت الصهاينة على الإقامة الجبرية في الملاجئ الأرضية، وأجبرت أعداد هائلة منهم على مغادرة الأراضي المحتلة، وسط خسائر بشرية واقتصادية جسيمة، ولو استمر الحال على ما هو عليه لفترة طويلة لانهارت المنظومة الأمنية لهذا الكيان المتهالك..
فيا ربنا رب البرية، نضرع إليك بأن توجه الصواريخ الإيرانية، لدك المواقع الاستراتيجية، لهذه الدولة الصهيونية، بحيث لا يبقى لها في الوجود بقية، ورد كيدها في نحرها وأرح منها البشرية، فقد طغوا وتجبروا وعاثوا فساداً وإجرامية..
وتحية إجلال وتعظيم إليك يا أيتها الإمبراطورية الإيرانية، يا قلعة الصمود والمهابة الإسلامية، وإلى سائر الفصائل والحركات الجهادية في غزة وأنصار الله اليمنية..

زر الذهاب إلى الأعلى