رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

الجبهة الثورية وحكومة السمك في بحر السراب..!

الدعوة التي اطلقها تكتل الجبهة الثورية من داخل اجتماعات تنسيقية تقدم المنعقدة اخيرا في عنتبي الأوغندية هي بمثابة قفزة في ظلام مرحلة الاحتراب الدامس ..بل هي اشبه بوضع عربة الحلول السياسية المبكرة العجولة امام حصان المقاربات الامنية التي تتطلبها الظروف الملحة لوقف الحرب التي فرضتها طموحات الشريكين المتحاربين كاصلعين يتقاتلان على مشط مكسور تدفع كل منهما احلام يقظة ذاتية يضخمها في اذهانهما الواهمة تحريض ودعم اطراف كل منهم يغني على ليلاه !
غير ان رفض دعوة تشكيل تلك الحكومة المزعومة التي تبناها عناصر الثورية داخل تقدم وتحديدا سليمان صندل واسامة سعيد والهادي ادريس و الطاهر حجر رغم انها قد لا تصل إلى مرحلة انشقاق تقدم ولكن ما يحمد لمعارضي تلك الدعوة من القيادات السياسية في تحالف تقدم التي تنظر ببعد نظر الى اهمية استعادة وضعية تقدم نفسها في الداخل من خلال تبني خط وقف الحرب كأولوية قصوى رغم تفوق تقدم الدبلوماسي الخارجي على صيت القوى السياسية الداخلية التي تدعم موقف الجيش في تبني نظرية الحسم العسكري للمعركة ٠
ولعل الخط الإعلامي الذي سلكته تلك الجهات المناهضة لتقدم والذي استطاع ان يكرس فهم التبشيع والتشنيع بمواقف تقدم في ذهنية الراي العام الداخلي في ظل عدم وجود الة إعلامية مقابلة تمكن تقدم من تصحيح ذلك المفهوم وتاكيد موقفها الرافض لتصرفات الدعم السريع المعادية للمواطن..ربما هو الدافع لعدم الحماس الغالب ناحية تبني دعوة الثورية لقيام حكومة موازية لحكومة الامر الواقع في بورتسودان على الرغم من قناعة تقدم مجتمعة بنفي شرعية تلك الحكومة القائمة وليس فرضية نزع شرعيتها لان ذلك الافتراض وكانه يؤكد ان تلك الشرعية هي حقيقة واقعة يجب منازعتها فيها ٠
مع ان منطق الواقع يقول إن استثمار تلك السلطة للشعور الشعبي المتاذي من سلوك الدعم السريع غير المنضبط قد ساعد الجيش الحكومي و حاملي السلاح معه في زحزحة المعادلة العسكرية على الارض ناحية كفة داعمي الحسم العسكري للمعركة .. ومع ذلك فهو افتراض تدحضه وقائع تاريخ النزاعات الداخلية على مدى تاريخ البلاد الحديث التي تغلب فيها صوت العقل التفاوضي في نهاية مطاف الأزمات على ازيز المدافع و لعلعة البنادق اللعينة !

زر الذهاب إلى الأعلى