
كتب : معتصم طه
صمتت شركات الكهرباء صمت أهل القبور طوال فترة تقارب الشهر؛ والتيار مقطوعا واعتاد الاهالي علي فقه البدائل وعاد الزير سالما وبناته من القلل وارتفعت الازياروكذلك السعن ولجيل التسعبنات والالفين يصنع السعن من جلد البقر والضان والماعز(فستان الغنماية)والعبارة بين القوسين لاولاد ميكي. وكذلك عاد الفانوس والرتينة واللمبة ام ضنيب (حبوبة ونسيني)التي غني لها صديق احمد في السبعينات عندما دخلت احدي حسان( الشريط النيلي للدارة )%كان اللمبة قالت بق%تبقي اللمبة دايرة الدق وتبقي اللمبة معذورة%يانورا عشان نورك يصل نورا% ومن فتح الله عليه جلب الطاقة الشمسية ولكن رمال الحسرة ودموع الدم ظلت حاضرة واكثر من عشرين ألف فدان بمشروعات القرير نورى واللار وتنقاسي الكبري وغيرها من المشروعات الزراعية في قنتى ومنصوركتى والكلد والغابة وامرئ والحامداب ورومى البكرى ماتت *براسيمها وجفت حلوق صغار النخيل وأشجار المانجو لم تحتمل ثمارها من (كينت وهندية وجنوب إفريقيا )والاخيرة صنف جلبته شركة زادنا حوالي ٤ مليون شجرة وزعت مابين ولايات الشمالية ونهر النيل وشمال كردفان وسنار وكسلا والشتلة بأربعة جنيهات لمدة أربعة أعوام بحساب البنك الزراعي في عهد احمد الشايقي باني نهضة زادنا وكذلك ماتت فسائل النخيل مما يطلق عليه اسم الشتل المصفح وقد غني الراحل المقيم من كلمات الشاعر عبدالله محمد خير %خدر الشتل المصفح جاب قلوب لي سيدو فرح. ومدير عام شركة الكهرباء القابضة خارج أسوار حكومة البحر الاحمر واظنه في ام الدنيا والوفد الذي غادر للصين
قبل ثلاثة أسابيع لن يعود اليوم او غدا لأن مطار بورسودان مغلق ولكن
مجلس الوزراء يصدر قراراً بقيام شركة كهرباء السودان المحدودة منذ شهور مضت و سمعنا بعض الجعجعة و ما رأينا طحيناً و ظل السيد وزير الطاقة و النفط يصب جل اهتمامه بالنفط متجاهلاً ما قرره مجلس الوزراء !! و بقيت شركات الكهرباء متربعة علي عروشها تمد لسانها ساخرة محتفظةً بكراسي وظائفها التي صنعتها ادارة السدود بعد تسلمها امر الكهرباء لتستوعب جل منتسبيها في مقاعد مدراء سواء بحق او باطل ، و علي الرغم من تناول العديد من الاقلام لأمر الكهرباء بأعتبارها رافعة التنمية في البلد و وجوب منحها الاولوية في عملية الاصلاح التي يمثل الانتقال من اجسام الشركات الهلامية المتعددة القيادات و الخادمة لمصالح افراد و جماعات لا سبيل لها ان تصل للقمة في ظل استيعاب كل ذلك العديد في هيكل شركة كهرباء السودان و الذي بالتأكيد لا يتقلد وظائفه القيادية الا من حفلت ملفاتهم بالانجازات و تدرجوا في سلم الكهرباء الوظيفي من مداخله حتي اعاليه و نالوا خبرات تراكمية في الصنعة.
و حتي لا يظل ملف الكهرباء في رفوف التجاهل و الاهمال لابد من توجيهات ناجزة من جهة اصدار قرار تحويل الشركات المتعددة الي شركة وطنية محدودة بهيكل يدمج وظائف المدراء العامين للشركات الخمسة في وظيفة مدير عام واحد و هكذا ينسحب ذلك علي الادارات العامة و الادارات و الاقسام علاوة علي اختفاء وظائف ما كانت موجودة ابان عهد الهيئة القومية للكهرباء بقيادة رائدها المهندس مكاوي و الذي تابعنا تغطية انجازاته كممثلين لصحفنا انذاك.
كثير من المؤشرات و بعض تصريحات السيد الوزير التي نصح فيها قيادة البلد بالحاق الكهرباء بوزارة الاتصالات و السكوت المحير للقيادات من الشركة القابضة و الشركات
التابعة علي تلك المقترحات الغريبة امر خطير ربما يعصف بالكهرباء كصناعة استراتيجية دفع فيها السودانيون ملايين الدولارات و لا زال هناك متبقي قروض يبلغ ملايين اخري تتوارثها الاجيال كأعباء مالية واجبة السداد.
و علي سبيل المثل القائل (البكاء بحرروه اهلو) ارسل احد الاصدقاء نماذج لما يدور في قروبات العاملين في الكهرباء و الذي اعتقد ان محصلته ستكون رأي عام يصطدم بمن يبطئون عملية دمج الشركات في مؤسسة واحدة بطريقة علمية و هيكل مدروس يستوعب ما تقوم به الكهرباء من انشطة و فعاليات .
ان التأكيد علي تطبيق قرار مجلس الوزراء الصادر قبل شهور و بصورة مرتبة و متخصصة هو مخرج الكهرباء من الوهن و اثار الحرب العدوانية التي احدثت خسائر فادحة يتطلب ردم فجوتها وضع الكهرباء في قمة اولويات الدولة و ترك مقودها لكوادرها المؤهلة . والكرة الأن في ملعب رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان %ليأخذ عصاه ويقوم بجولة طويلة لتلك الشركات وقد يجد عبارة كتبت علي سور كلية آداب النيلين تقول ( برهن يابرهان )والبرهان الذي نريده أن يعيد لنا قميص يوسف ليعيد لنا الطاقة الكهربائية في اسلاكها بعد هلاك الزرع والضرع