نشرت شبكة مراقبة حقوق الإنسان
Sudan Rights Watch Network
تقريراً مهماً عن انفلات الأوضاع الأمنية بمدينة نيالا..
مقتل وإصابة مدنيين واختفاء تاجر وسط هشاشة أمنية متفاقمة بنيالا
21 يناير 2025، نيالا
لُقِي مواطن مدنيّ حتفه ليلة امس الاثنين 20 يناير الجاري، بسوق موقف الجنينة. ويفيد راصد “شبكة مراقبة حقوق الإنسان – السودان” الميداني بالولاية، أن الضحية قُتل على يد مجهولة داخل مخبز بلدي تم افتتاحه مؤخرًا بالسوق، ويرجح أنه يتبع لأفراد من قوات الدعم السريع. وعلى إثر ذلك، أعلنت الأخيرة إغلاق السوق منذ السابعة من يوم الثلاثاء، وسط محاولة التجار نقل بضائعهم خوفًا من أعمال النهب والسرقة التي انتشرت بشكل واسع مؤخرًا بالمدينة. وعند الساعة التاسعة اليوم، احاطت القوات السوق ومنعت الدخول اليه. ومع مطلع هذا الأسبوع شهدت مدينة نيالا حملات قامت الدعم السريع ضد المحال التجارية بالسوق؛ حيث طلبوا من أصحاب المحال بما فيها المشيدة رواكيبًا دفع مبلغ 600 الف جنيه سوداني كتصديق للمحل، وفي حالة عدم الدفع عليهم إخلاء المحال. ويتداول وسط المواطنين اخبار عن محاولة قوات الدعم السريع نهب الأسواق بالولاية بالتعاون مع مستنفرينها.
ورصد موثّق الشبكة، أنه لُقى شخص مسلح حتفه وإصابة مواطنين آخرين، أمس الأول الاثنين، على يد مجموعة مسلحة في سوق مدينة بليل التي تبعد 20 كلم جنوب شرقي مدينة نيالا إثر خلافات حادة وقعت بينهم. وكشف الراصد، أن الحادثة وقعت نتيجةً لخلافاتٍ حدثت فيما بين عناصر جماعة مسلحة داخل سوق بليل، وحالما خرجوا صوب جنوب السكة الحديد قاموا بتبادل إطلاق النار بينهم ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة أثنين مدنيين هما؛ مالك سليمان وعبدالله العمدة، يسكنان مدينة بليل بإصابات متفاوتة الخطورة. ولاحقًا تم إبلاغ الشرطة وتسليم الجثة لذويها.
واوضح متابع الشبكة الميدانيّ، انه في النتيجة، اُغلق السوق على الفور بالكامل وعاد المواطنون إلى منازلهم وسط حالة خوف وهلع واسعة من تجدد الاشتباك بين أطراف المجموعة المسلحة المتنازعة. مشيراً إلى ان الأسواق الأسبوعية تشهد بمدينة نيالا مؤخرًا حالات انفلات أمني ظلت تتكرر باطراد. حيث قُتل الاسبوع الماضي مواطن مدني من قبل أحد مسلحين في وادي بليل ووفر هاربًا تجاه أحد مواقع تمركز قوات الدعم السريع بعد نهبه مبلغًا من المال من الضحية.
ووثّق الراصد، أن تاجرًا يدعى بدرالدين حسن زكريا الشهير ب”ود البصير” بنيالا، قد اختفى في ظروف غامضة منذ أكثر من 10 أيام. وأكد مصدر مقرب من المختفي ان الأخير، قد خرج من منزله بحي الوحدة بمدينة نيالا، الحارة 13، صباح يوم 13 يناير الجاري، وبحوزته مبالغ مالية متوجهًا إلى إدارة الأراضي في وسط المدينة، ومن يومها لم يعد حتى الآن، موضحًا ان اسرته قامت بإبلاغ قوة حماية المدنيين وشرطة القسم الأوسط، كما ما يزال البحث جاريًا عنه، وقد بحثت الأسرة في معتقلات قوات الد عم السريع وبقية أقسام الشرطة في السوق الشعبي وحي الجير غربيّ المدينة.
وتأتي هذه الأحداث بما فيها حالات القتل خارج إطار القانون، والاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي والتهديدات في ظل اوضاعٍ أمنية مضطربة وغاية في الهشاشة والضعف تعاني منها ولاية جنوب دارفور بما فيها مدينة نيالا، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ آواخر أكتوبر 2023م. وعليه، تدعو الشبكة الدعم السريع إلى عدم استهداف المدنيين وضرورة حمايتهم في ظل استمرار حرب 15 ابريل وفق أحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الرابعة الخاصة بتنظيم أحكام حماية المدنيين والأعيان المدنيّة خلال النزاعات المسلحة.
وتناشد الشبكة كافة الجهات المحلية والدولية بالتدخل العاجل والاستراتيجي لحماية المدنيين وحقوقهم من الاستهداف في ظل غياب تام للمؤسسات العدليّة وأدوات المحاسبة القانونية وسط استمرار العمليات العسكريّة للحرب باقليم دارفور.
