رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الرياضة

سعيد وهبة مبدعا في كتاب :(الأهلي .. شخصيات وحكايات ).. صالح سليم .. عبقرية الاستغناء!

FB IMG 1746710611757

FB IMG 1746710605214
لم تعرف الكرة المصرية، على مر تاريخها الممتد لأكثر من مائة سنة، لاعبًا حاز على نجومية جارفة، وشعبية كاسحة، وشهرة طاغية، كتلك التى حاز عليها “صالح سليم” والتى ظلت ممتدة 37 سنة بعد اعتزاله، وحتى رحيله قبل 22 سنة!
لا “حسين حجازى” ولا “مختار التتش” ولا عبد الكريم صقر ولا الجندى ومكاوى وتوتو ولا رفعت الفناجيلى والضظوى ولا حتى “محمود الخطيب” بكل شعبيته الكبيرة ومهاراته العظيمة!
كانت جماهير الأهلى تهتف فى المدرجات “صالح .. صالح” سواءً لعب أو غاب عن الملعب، سواءً سجل أو أخفق، حتى وهو فى أسوأ حالاته، بعدما كبر سنه، وانخفضت لياقته، وتراجعت مهارته، كان هتاف الجماهير له، يرج المدرجات، لمجرد ظهوره فى أرض الملعب!
كانت شعبيته الطاغية ظاهرة عجيبة، لدرجة أن هتاف “صالح.. صالح” كان يتردد بعدما يسجل أى لاعب هدفًا، فالهتاف يؤول لصالح، لا لصاحب الهدف، فقد تماهى اسم صالح مع الأهلى، وصار صالح اختزالًا للأهلى، لدرجة أن “رفعت الفناجيلى” اشتكى لمدير الكرة “صلاح عثمان” بعدما سجل هدفًا، وهتفت الجماهير لصالح، قال: شايف بيهتفوا لمين؟ ولدرجة أن الناقد الرياضى “نجيب المستكاوى” تلقى تهديدات بالقتل وخطف أولاده، لمجرد أنه طالبه بالاعتزال – فى أيامه الاخيرة بالملاعب – احترامًا لمكانته، وحرصًا على ماضيه وشعبيته، وكان المقال بعنوان”راسبوتين”!
والواقع أن صالح سليم كان شخصية استثنائية متفردة، لا تقلد ولا تتكرر.
كان بمثابة المواصفات القياسية وعلامة الجودة، للشخصية الرياضية، التى لا تحاكى ولا تُستنسخ!
كتبت قبل سنوات عن مفتاح شخصيته الاستثنائية، وهو”عبقرية الاستغناء” فقد عاش حياته كلها هاربًا من الشهرة، زاهدًا فى الأضواء والمناصب التى يلهث وراءها كثيرون، الشهرة التى باتت أفيون النجوم، فإذا ما انحسرت عن بعضهم أصيبوا بالجنون!
السينما جرت وراءه بعقود وإغراءات يسيل لها اللعاب، لكنه أغلق وراءه الباب، ولم يفتحه.
سألته ذات مرة: لم تركت السينما رغم نجاح “الشموع السوداء”؟
قال: لأنى فشلت.. دخلت تجربة السينما مجاملة لأحد أصدقائي، وفشلت لأن التمثيل ليس مجالى، فقد كان صعبًا أن أتقمص شخصية أحد، وأعيش دور البطل!
استقال مرتين من عضوية مجلس الإدارة اتساقًا مع مبادئه، وما يعتقد أنه صواب.
قلت مُلخّصًا قصته أن صالح سليم لم يكن أحرف لاعب كرة فى تاريخ الأهلي، فقد سبقه، وعاصره، ولحقه لاعبون أكثر موهبة وحرفنة. صحيح أنه كان”ستاليش”فى الملعب، لا يباريه أحد فى المهارات الأساسية لكرة القدم والمهارات الفنية، وكان يصوّب ويصنع الأهداف بكلتا قدميه، ولا يباريه أحد في ضربات الرأس التى يسجل بها أهدافًا من مختلف الزوايا، وكأنه يلعب بلياردو.
ربما كان سبب تفرده وكاريزمته، هو اعتدال شخصيته، وتصالحه مع نفسه، وانسجامه مع مواقفه. فهو يقول ما يفعل ويفعل ما يقول، من دون زيادة أو نقصان.
كان صالح سليم فى كلمة واحدة، رجلا لايكذب .
من كتاب :
( الاهلى ..شخصيات وحكايات)

زر الذهاب إلى الأعلى