شددت على ضرورة وحدة وسلامة وسيادة السودان،، مصر،، (الصديق وقت الضيق)..
اعتراض مصري على كافة أشكال التدخلات في الشأن السوداني..

عبد العاطي: نرفض أي محاولات رامية لتشكيل أي أطر موازية..
عبد الخالق: يجب وقف التدفق غير المشروع للسلاح في السودان..
تقدير سوداني للمواقف المصرية الداعمة والمساندة والمخلصة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
ظل الموقف المصري تجاه أزمة الحرب التي اندلعت في السودان منذ أكثر من عام ونصف العام، ثابتاً يرتكز على استقرار السودان، وعدم المساس بسيادته، والحفاظ على وحدته، وقد استمرت مصر في مساعيها المتصلة عبر محورين سياسي وإنساني حشدت من خلالهما الدعم الإقليمي والدولي من أجل العمل على وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتأثرين بالحرب، منطلقة في ذلك من منصة العلاقات الأزلية، والروابط الأخوية، والقواسم المشتركة في التأريخ والجغرافية، وانعكاسات ذلك على تعزيز واقع التكامل السياسي والأمني والاقتصادي، حيث يُعتبر السودان بوابةً تلجُ من خلالها مصر إلى العمق الأفريقي، الأمر الذي يجعل القاهرة حريصة جداً على استقرار السودان، باعتبار أن استقرار السودان ينعكس إيجاباً على استقرار مصر والعكس صحيح.

تقدير وامتنان سوداني:
ويجد الموقف المصري الداعم للسودان في معركة الكرامة الوطنية، تقديراً خاصاً من الحكومة السودانية، فقد كانت مصر هي الوجهة الأولى لرئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في أول زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب، وقد حرص البرهان على تقديم شكره وامتنانه للقيادة المصرية على مواقفها العظيمة تجاه السودان الذي ما انفكَّ يثمن هذه المواقف المصرية الداعمة والمساندة والمخلصة لجهود التهدئة وإيقاف الحرب، واستعادة عافية الأمان والسلام والاستقرار في السودان، والحرص الذي ظلت تبديه مصر من أجل الحفاظ على سيادة ووحدة وتماسك السودان، ولم تدَّخر ” أم الدنيا” وسعاً وهي تبسط طيبة نفسها، ومودتها ورحمتها، وتفرد أجنحة الحفاوة لاستقبال ملايين السودانيين الفارين من نيران الحرب والذين توجهوا شمالاً محتمين بمصر التي فتحت أحضانها الدافئة لهم تأكيداً على مبدأ أن شعبي وادي النيل كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى لها سائر الجسد بالسهر والحمى.
صياغة حل للأزمة:
وكلما تطورت الأزمة السودانية كلما كانت مصر حاضرة سواءً بالدعم والإسناد، أو إبداء المخاوف والقلق، وقد كانت القاهرة واضحة تجاه محاولة ميليشيا الدعم السريع وأعوانها تشكيل الحكومة الموازية، فقد انبرى مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير أسامة عبد الخالق، ليجدد في خطبة تأريخية أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي خاصة بالسودان، تضامن مصر الكامل مع الشعب السوداني، وحرصها على صون وسيادة واستقلال السودان، ووحدة أراضيه الإقليمية، واستعادة السلم والأمن واستعادة مقدراته، ورفض كافة أشكال التدخلات في شؤونه الداخلية، أو أي محاولة لإيجاد أطر للأطر الموجودة حالياً، وأهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة، والوصول إلى صياغة حل دائم للأزمة يستند على أسس راسخة وواقعية، وتابع السفير أسامة عبد الخالق خلال كلمته، أنه لم يعد مقبولاً أن يستمر النزاع في السودان بويلاته التي أرهقت شعبه، واستنفدت ثرواته في غير محلها، وأتاحت المجال للتدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية ومحاولة العبث بمصير أبنائه، ودعا السفير أسامة عبد الخالق، إلى ضرورة وقف التدفق غير المشروع للسلاح في السودان لمنع تفاقم الصراع، ومنع زيادة موجات النزوح الداخلي واللجوء، وزاد: “علينا جميعاً مسؤولية لمساندة السودان، لكي لا يتحول من أزمة إقليمية، إلى أزمة تهدد الأمن والسلم الدوليين، مثل تهديد أمن الملاحة، أو زيادة معدلات الهجرة غير شرعية، أو تحويل السودان لبيئة معززة للمجموعات المنفلتة والمليشيات المسلحة.

حماية من التفكك:
ولم تكد النفس تتلذذ بطعم الراحة التي أحدثتها خطبة السفير أسامة عبد الخالق داخل جلسة مجلس الأمن الدولي، حتى جدد وزير الخارجية المصري دكتور بدر أحمد عبد العاطي راحة نفسية أخرى بوضع رسالة في بريد المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط (دوبرافكا سويتشا)، مفادها رفض مصر للمحاولات والمساعي الرامية لتشكيل أي أطر موازية قد تؤدي إلى تمزق وانقسام الدولة السودانية، معتبراً الخطوة خطاً أحمراً بالنسبة لمصر التي قال إنها تدعم الشرعية ومؤسسات الدولة السودانية، وتدعم الدولة، لا تدعم أشخاصاً بأعينهم، وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن بلاده مع استقرار السودان ومع بسط سيادته على كل الأراضي السودانية، مشيراً إلى أن هذا أمر ثابت في السياسة الخارجية المصرية ولا يمكن أن تتزحزح عنه. باعتبار أن مصر تهدف إلى حماية السودان من التفكك، حيث إن تشكيل حكومة سودانية موازية، للحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان عاصمةً إداريةً مؤقتة لها، سيعقد المشهد في السودان، ويعوق الجهود المبذولة لتوحيد الرؤى بين القوى السودانية، قبل أن يفاقم الأوضاع الإنسانية.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر تبقى مواقف القاهرة الداعمة للخرطوم، محل تقدير كبير من السودان حكومةً وشعباً، مثلما أن مخاوفها من تجزئة السودان وتفككه تبقى في محلها، باعتبار أن أي زعزعة لأمن واستقرار السودان تنعكس سلباً على مصر، الأمر يضع أمام ( المحروسة) دوراً سياسياً ودبلوماسياً مُنتظَراً للاستمرار في حشد الجهود الإقليمية والدولية لتذويب جليد الخوف من مهددات وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السودان، بعيداً عن التدخلات الخارجية، وقريباً العُرى والروابط الأزلية التي تربط شعبي البلدين.