رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

رأي امدر تايمز

بعد طول انتظار… كامل إدريس في رئاسة الوزراء: هل يمنح السودانيون وطنهم فرصة أخيرة؟

أخيرًا، وبعد سنوات من الانتظار، اعتلى الدكتور كامل إدريس كرسي رئاسة الوزراء، في واحدة من أصعب المراحل التي يمر بها السودان، وسط حرب عبثية كارثية دمّرت البنية التحتية، ومزّقت أوصال البلاد، وكشفت أسوأ ما فيها.

حربٌ لم تفضح فقط النخب المتصارعة، بل كشفت أيضًا عيوبًا خطيرة في تركيبة المجتمع، من أنانية، وحسد، وحقد، وعدم قبول الآخر، مرورًا بظواهر السرقة، والتعدي، ولا مبالاة عامة بما يجري في وطن تتساقط أجزاؤه الواحدة تلو الأخرى.

ما يحدث في السودان صادم للغاية، ولن يكفي عقد أو عقدان لإزالة الأحقاد والدغائن من النفوس، حتى يكتب الله لهذا البلد الشفاء العاجل من أبنائه الذين يمزقونه بأفعال تفتقر إلى أبسط القيم الدينية والأخلاقية.

وجاء تعيين الدكتور الإنسان المهذّب كامل إدريس ليتعرض، منذ لحظة الإعلان، إلى موجات من الانتقاد والاعتراض وفتح ملفات قديمة من حقبة عمله في الملكية الفكرية، تحديدًا قضية “تزوير السن” التي انتهت في حينها. هذا السلوك يعكس سوء النفوس وعدم تقبّل الآخر، وهي أزمة متجذرة وخطيرة تفوق في أثرها كارثة التعصب الجهوي وآفة العنصرية التي أوصلت السودان إلى هذا الدرك السحيق.

اليوم، السودانيون مطالبون بطيّ صفحات مرارات الماضي، والتخلّي عن التعصّب الحزبي الضيق والعنصرية البغيضة، من أجل الحفاظ على ما تبقّى من وطن، وطن يُستنزف كل دقيقة بسبب حرب لا منتصر فيها.

كفّوا عن هذه الآفات، من أجل السودان، ومنحوا كامل إدريس فرصته للمساهمة في إنقاذ الوطن من مستنقع الحرب قبل أن نستيقظ ونجد أنفسنا بلا وطن… ونردّد، كما قالت الفنانة هالة فاخر في فيلم كابري، حين جسدت دور سيدة عراقية نزحت للقاهرة بعد غزو العراق: “ماكو عراق”.

نأمل ألا نصل إلى هذا المصير. يا أبناء السودان… انزعوا من قلوبكم التعصّب، والحقد، والعنصرية… فالوطن يستحق أن نحبه أكثر مما نكره بعضنا.

زر الذهاب إلى الأعلى