أجرت اكثر من ٨٠٠ عملية قيصرية وكانت تقطع النيل بالمراكب لجلب ألادوية كل ذلك لم يشفع لها أمام مقصلة وزارة الصحة فطالتها المجزرة.


محمد كندشة
الطبيبة ألاخصائية هديل مالك تمثل حالة إنسانية مختلفة بمحلية بحرى، أذ أسهمت مع رفاقها فى بقاء المرافق الصحية قيد الحياة بمحلية بحرى طوال عامين من الحرب، وفى ظل غياب الوزارة والحرب على أشدها وشريان الحياة(جسر الحلفايا ) خارج دائرة الخدمة ) كانت دكتورة هديل وصحبها يستغلون المعدية من بحرى لأمدرمان لجلب ألادوية للمرضى دون إلاكتراث لحجم المخاطر فى ظرف إستثنائى وحرب مستعرة.
ألامر لم يقتصر على الشجاعة والتفانى وإلايثار بل تعداه إلى الصبر والجلد وذلك لأن الدكتورة عانت من فاجعة مقتل رفيقها بمستشفى الشهداء بالدروشاب طبيب المختبر الفقيد مصعب محمد أمام ناظريها ورغم بهاظة الفقد وجلل الخطب واصلت دكتورة هديل فى تقديم كل الممكن وبعض المستحيل.
قدمت دكتورة هديل أعلى درجات الصمود ولم تخرج من بحرى التى هجرها غالبية سكانها وهربت منها وزراة الصحة ومنسوبيها اختارت البقاء ومساعدة المواطنين العالقين الذين لم تتوفر لهم سبل مغادرةمناطق الصراع الملتهبة، أجرت الدكتورة هديل فوق ال ٨٠٠ عملية قيصرية خلال فترة الحرب في ظروف بالغة القسوة والتعقيد، وتمددت عطاياها إلى إفتتاح مركز صحي بريفى بحرى الكبيراب فى الوقت الذى كان فيه المواطن يستغل الدواب لتلقى العلاج.
كانت وزارة كاملة في غياب الوزراة الرسمية وكانت الملاذ الآمن للنساء والمرضى في بحري،ورغم هذا العطاء العظيم والوفير، ماكان من الوزارة بعد عودتها من رحلة إلاغتراب إلى وأن كافئتها بإعفائها من منصبها كمدير طبي لمستشفى الشهيد بالدروشاب بدلا عن التكريم، وهذا القرار إمتداد لسلسلة قرارات الوزارة الجائرة ألتى إستهدفت كل الفاعلين فى غياب الوزراة وكأنها تنتقم من الذين ثدوا ثغرة غيابها.