
صلاح احمد
قحت تمثل المشروع المدني الديمقراطي، والكيزان يمثلون المشروع الاستبدادي الأجرامي. ولهذا، لا غرابة أن تكون قحت هي الخصم الأول الذي يسعى الكيزان لتدميره سياسيًا وإعلاميًا وقانونيًا. لكن، رغم ذلك، فإن قحت لا تزال تمثل الأمل الحقيقي لغالبية السودانيين في بناء دولة القانون والمؤسسات، ولهذا يستمرون في شيطنتها… لأنها ببساطة، العقبة الكبرى أمام عودة نظامهم البائد.
وقد قامت الحركة الإسلامية (الكيزان) بشن حملة شرسة على قوى الحرية والتغيير (قحت)، لأسباب سياسية عميقة مرتبطة بمشروعها للعودة إلى السلطة، ومحاولاتها الدؤوبة لتصفية الثورة السودانية وإعادة تدوير نظامها القديم. والسبب الأساسي لهذا التشويه الممنهج هو أن قحت تمثّل نقيضًا تامًا لما يسعى إليه الكيزان، فهي المشروع الديمقراطي المدني الذي اقتلعهم من الحكم، ويسعى لتفكيك سلطتهم في الدولة والمجتمع.
قحت خلال الفترة الانتقالية، ورغم التحديات والبيئة المعقدة، لم تُدان بأي جريمة فساد أو استغلال للسلطة أو نهب لثروات السودان. لم تُبنَ قصور، ولم تُشترَ سيارات فارهة، ولم تُوزع الأراضي على القيادات. بالعكس، كثير منهم كانوا يعملون في ظروف صعبة، بلا حماية حقيقية، وكان همّهم الأساسي هو إنقاذ السودان من إرث الإنقاذ المدمر.
قحت لم تُنشئ مليشيات، ولم تسفك الدماء، ولم تُشعل حربًا، بل عملت على بناء السلام عبر اتفاق جوبا، وسعت إلى الإصلاح الاقتصادي رغم صعوبته، وأعادت السودان إلى المجتمع الدولي.
في المقابل، الكيزان:
• سرقوا أموال السودان لثلاثة عقود.
• باعوا ممتلكات الدولة باسم الخصخصة ونهبوها.
• دمّروا مشروع الجزيرة والسكة الحديد.
• مارسوا الإبادة الجماعية في دارفور وجبال النوبة.
• أنشأوا مليشيات قبلية وكتائب ظل لقمع الناس.
• وهم من أشعلوا هذه الحرب الأخيرة لأنهم لا يريدون محاسبة ولا دولة قانون.
أسباب هذا الاستهداف:
1. قحت قادت الثورة ضد الكيزان
قحت كانت المظلة السياسية للقوى التي قادت الثورة الشعبية في ديسمبر 2018، وأسقطت نظام الكيزان بعد ثلاثين عامًا من الاستبداد والفساد. ولهذا السبب، يحملها الكيزان كراهية تاريخية باعتبارها التي كسرت احتكارهم للسلطة.
2. قحت دعمت حمدوك ومشروع الدولة المدنية
عبدالله حمدوك كان مرشح قحت لرئاسة الوزراء، ومثّل رمزًا للتحول المدني في السودان. دعمها له، ودعمه لها، أثمر في البداية عن بداية عملية إصلاحية للدولة. الكيزان رأوا في هذا التوجه تهديدًا وجوديًا، لأنه يقود إلى تفكيك تمكينهم وهيمنتهم على مفاصل الدولة.
3. قحت هي من أنشأت لجنة إزالة التمكين
هذه اللجنة كانت أداة فعّالة لكشف فساد الكيزان واسترداد أموال الشعب المنهوبة. ولأول مرة في تاريخ السودان، شعر الكيزان بالعدالة تلاحقهم. لهذا السبب شنوا حملة شيطنة عنيفة على قحت، لأنهم يعرفون أن هذه القوى إذا عادت، فستعود معها المحاسبة.
4. قحت هي من صاغت الاتفاق الإطاري
الاتفاق الإطاري كان يهدف إلى:
• إصلاح المؤسسة العسكرية.
• دمج القوات المسلحة والدعم السريع في جيش وطني واحد.
• إبعاد الكيزان عن السلطة.
• إقامة انتخابات حرة وحكم ديمقراطي.
وهذا الاتفاق مثّل القشة التي قصمت ظهر الحركة الإسلامية، لذلك أحبطوه بإشعال الحرب، وبدأت حملتهم باتهام قحت بأنها “تدعم الدعم السريع”، في حين أنها كانت تدعو من البداية لجيش واحد تحت سلطة مدنية.
5. قحت هي الصوت المحايد الذي يطالب بوقف الحرب
بينما ينخرط الطرفان العسكريان في حرب كارثية، ظلت قحت تطالب يوميًا بوقف الحرب، ورفض عسكرة الدولة، والدعوة للحوار والحلول السياسية. وهذا يتعارض تمامًا مع مشروع الكيزان الذين لا يريدون وقف الحرب، لأنها فرصتهم الأخيرة لإعادة السيطرة.
6. التحكم في الميديا لتشويه الخصوم
الكيزان يسيطرون اليوم على:
• وسائل الإعلام الرسمية.
• شبكة واسعة من الصفحات على فيسبوك وتويتر وتيليغرام.
• جيوش الجداد الإلكتروني تروّج للدعاية ضدهم.
واستخدموا هذه الأدوات لتصوير قحت على أنهم ”خونة”، و”عملاء”، ونسبوا إليهم زورًا وبهتانًا كل فشل في المرحلة الانتقالية، رغم أنهم كانوا يعملون في ظل بيئة سياسية وأمنية معقدة وسيطرة جزئية فقط على الدولة.
7. حكومة بورتسودان ذراع الكيزان القانوني
النيابة العامة والمحاكم المسيطر عليها من الكيزان بدأت في إصدار مذكرات توقيف وفتح بلاغات كيدية سياسية ضد قادة قحت، في محاولة لتصفية وجودهم نهائيًا ومنعهم من أي مشاركة سياسية في المستقبل.
كل إعلام الكيزان وبلابستهم موجه ضد قحت لأنهم يدركون جيدا أنها القوة النظيفة العقلانية التي تقف ضد مشروعهم الاجرامي التدميري في السودان…