رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

أطفالهم يتعلمون التسامح ، وأطفالنا يتوارثون الكراهية

IMG 20250612 WA0023

IMG 20250425 WA0028
ة !! المستشار: أحمد التجاني دلدوم الختيم
🚦وقفت طويلًا أمام صفحة من كتاب مدرسي عماني مخصص لتلاميذ الصف الثاني الأساسي. رسوم بسيطة، حوارات بريئة، وألوان دافئة، لكنها محمّلة برسائل تربوية عميقة تتضمن قبول الآخر، احترام التنوع، التعاون، التسامح كل ذلك يُقدم لطفل في عمر السابعة، بلغة يفهمها وقيم تبنيه .
🚦مشهد بسيط ، لكنه عميق الأثر، جعلني أتساءل :
لماذا نفتقد مثل هذا الوعي التربوي في مناهجنا السودانية؟
🚦نحن نعيش في بلد شديد التعدد، غني بالثقافات واللهجات والمعتقدات، لكنه لم يفلح حتى اليوم في تحويل هذا التنوع إلى قوة تربوية، أو إلى قاعدة لبناء مجتمع متماسك ،
فبدلًا من تعليم الطفل كيف يحترم زميله المختلف، تغرقه المناهج في كم معرفي لا يُغني وجدانه، وتُفرغه من القيم التي تحفظ نسيجه الإنساني والاجتماعي
النتيجة؟
أجيال تعاني من هشاشة في الانتماء، وميلٍ للتصنيف والإقصاء، وانغلاق في دوائر ضيقة من الهوية، تبدأ بالأسرة والقبيلة وتنتهي عند الجهة والمعتقد .
🚦في المقابل، نرى كيف تبني دول مثل سلطنة عمان رؤيتها التربوية على أسس واضحة:
1/ المواطنة المتساوية لا الامتيازات الجهوية.
2/الاحترام المتبادل لا الخوف من الآخر.
3/ الوعي بالتنوع لا التوجس منه.
🚦وكل ذلك يبدأ من الصفوف الدنيا، حيث تتكون البذور الأولى لشخصية الإنسان السويه .
🚦إن الأزمة التي نعاني منها في السودان ليست أزمة مناهج تعليمية فحسب، بل أزمة رؤية وطنية تدرك أن التربية ليست رفاها، بل أداة استباقية لمنع الانقسام والعنف والكراهية ،
فنحن لا نحتاج إلى مناهج تحفظ للتلميذ (اسم الخليفة العباسي) بقدر ما نحتاج إلى مناهج تعرفه باسم زميله في الفصل، المختلف عنه، وتجعله يحبه ويصادقه ،
🚦التغيير لا يبدأ في مكاتب الساسة ولا في صالونات النخبة ،
التغيير الحقيقي يبدأ في الكرسي الخشبي داخل الفصل، وفي أول درس يعطى للطفل عن معنى أن تكون إنسانًا ومواطنًا في وطن متعدد .
🚦دعوة صادقة :
فلنعِد النظر ولنطالب بمنهج سوداني جديد، يرسخ قيم التعايش لا الانقسام،
ويبني أجيالًا تفخر بسودانها وتدافع عنه، لا تنكمش داخل خوفها منه ..
هذا من القلب للقلب

زر الذهاب إلى الأعلى