“الضربة الإسرائيلية لإيران: نهاية الدبلوماسية أم بداية صراع عالمي؟”-
بقلم : المستشار معاوية أبوالريش(كاتب سوداني)

في لحظة فارقة من تاريخ الشرق الأوسط، وبينما كانت الأنظار تتجه إلى العاصمة العمانية مسقط حيث الجولة السادسة من المباحثات النووية الإيرانية، جاءت الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران لتقلب الطاولة على كل الجهود الدبلوماسية المبذولة، وتعيد المنطقة إلى دوامة الصراعات.
“مأزق الدبلوماسية العمانية ”
لطالما لعبت سلطنة عُمان دور الوسيط الحيادي في الأزمات الإقليمية، مقدمةً أرضًا خصبة للمفاوضات بين الأطراف المتنازعة. لكن تأجيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموعد المباحثات، قبل الضربة العسكرية الإسرائيلية، يطرح علامات استفهام حول نوايا الإدارة الأمريكية ومدى جدية واشنطن في دفع المفاوضات إلى الأمام.
إن الضربة المفاجئة، التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية وأدت إلى خسائر جسيمة، لم تضع فقط إيران في موقف رد الفعل الحتمي، بل كشفت أيضًا عن التناقضات في المواقف الأمريكية، التي تدعي رفض الحلول العسكرية بينما في الخفاء تبارك عمليات إسرائيلية بهذا الحجم.
“الرد الإيراني ورسائل التحدي”
إيران، التي وجدت نفسها في موقف لا يسمح بالتراجع، ردّت على الضربة الإسرائيلية بشن هجمات مكثفة داخل العمق الإسرائيلي، محدثة خسائر كبيرة، وبثّت الرعب في صفوف القيادة الإسرائيلية. وفي ظل هذا التصعيد العسكري، لم يعد النزاع محصورًا بين الطرفين، بل باتت هناك مخاوف من توسع دائرة المواجهة بانضمام قوى عالمية إلى أحد الجانبين.
“سيناريوهات الحرب العالمية الثالثة”
مع إعلان كوريا الشمالية والصين دعم إيران، واحتمال دخول روسيا على الخط، مقابل اصطفاف فرنسا وألمانيا والناتو بقيادة واشنطن إلى جانب إسرائيل، يرى مراقبون أن المنطقة باتت على شفير حرب عالمية جديدة سيكون الشرق الأوسط ساحتها الرئيسية.
“ختامًا… مستقبل غامض”
بين الأمل في الحلول الدبلوماسية والخشية من اندلاع صراع شامل، يبقى الشرق الأوسط في حالة ترقب، حيث تتلاشى جهود الوساطة شيئًا فشيئًا أمام لغة القوة العسكرية. ومع التصعيد المستمر، لا تزال الفرص الضئيلة للحل السياسي معلّقة بيد الأطراف الكبرى، فهل يشهد العالم نقطة تحول جديدة، أم أن المنطقة ستجد نفسها أمام واقع أكثر تعقيدًا مما هو متصور؟