
تُعدّ طائرة B-2 Spirit واحدة من أكثر الإنجازات الهندسية إثارة في تاريخ الطيران العسكري، فهي مصممة خصيصًا لاختراق أعمق الدفاعات الجوية في العالم دون أن تُرصد. ورغم حجمها الكبير، تُصنّف كأكثر الطائرات شبحيةً في العالم بفضل تصميمها الفريد وتقنياتها الثورية.
تصميم B-2 لا يشبه تصاميم الطائرات التقليدية، فهي أقرب إلى “جناح طائر” لا يحتوي على ذيل أو زعانف، ما يقلّص بشكل هائل مساحة المقطع الراداري الذي يمكن للرادارات المعادية رصده. لكن ذلك لا يتوقف على الشكل فقط؛ إذ يغطي الطائرة بالكامل طلاء خاص أو مواد مُصممة بعناية لامتصاص موجات الرادار وتفكيكها، ما يجعلها شبه غير مرئية إلكترونيًا.
وحتى من الناحية الحرارية، فإن المحركات الضخمة للطائرة مزودة بأنظمة تبريد تقلل من بصمتها الحرارية، مما يضعف قدرة أجهزة الرصد بالأشعة تحت الحمراء على اكتشافها.
تم تطوير B-2 خلال الحرب الباردة بهدف ضرب العمق السوفييتي دون إنذار مبكر، وتُقدّر تكلفة الطائرة الواحدة بنحو 2 مليار دولار، مما يجعلها من أغلى الطائرات في التاريخ.
تُدار الطائرة بالكامل عبر نظام تحكم إلكتروني متطور (fly-by-wire)، لأن تصميمها الهوائي غير المستقر يجعل من قيادتها يدويًا أمرًا شبه مستحيل. وهنا تبرز عبقرية الفيزياء، إذ تعتمد B-2 في طيرانها على دمج دقيق بين علم المواد — الذي يستند إلى ميكانيكا الكم لفهم كيفية تفاعل المواد مع الضوء والرادار — وبين أنظمة تحكم رياضية معقدة تُبقي هيكلًا غير متوازن مستقرًا في الجو.