رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

يا دمشق .. كلنا في الهم والآمال شرق .

لم يسقط نظام البعث و اسرة الاسد حينما تباعدت عنه حلب الشهباء التي جاءها ثوار حركة تحرير الشام من ناحية إدلب وقد احكموا قبضتهم على تلك الانحاء ولعدة سنوات بنسبة ثلاثين في المائة من تراب سوريا ولا فر الطاغية حينما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية الكردية المسماة اختصارا بقسد على عشرين بالمائة من ذلك التراب رغم الذراع الامريكية الممدودة لهذا التنظيم الإثني ولا ..لان جيشا اخر مدعوما من تركيا ظل يقتطع عشرة بالمائة اخرى من جسد الشمال السوري .
بل سقط النظام وفر رئيسه حينما اقتربت قوات المعارضة من العاصمة دمشق ..فانهار ذلك الوهم الذي كان يدعي انه جبل عصي على التفتيت ..فاتضح انه محض كومة رمال كانت تحدها حواجز من الحماية الروسية الإيرانية وكتائب حزب الله ..ما إن غشتها نفخة الثورة حتى تناثرت في الفضاء الواسع .
ومن هنا يتاكد إن العواصم هي التي تعصم سيادة البلاد و تحمي منظومة حكمها و تظل المنارة التي تشد إليها انظار من يحجون لخطب ود البلاد بثقة وطمأنينة ..والدفاع عنها هو المعيار الحقيقي للمحافطة عليها والبقاء فيها كرمز لكينونة الوطن ..بل وان حتمية استعادتها ممن يغتصبها في اي زمان هي المطلب الذي يستحوذ على اهمية و اولوية التحرير رغم قدسية كل ذرة من بقية تراب البلاد .
وإلا لما ظلت العاصمة الأوكرانية كييف صامدة في وجه الضربات الروسية العنيفة التي عكفت على استهدافها من كل حدب وصوب بغرض كسر هيبة البلاد ممثلة في كيان عاصمتها وتمزيق علمها وإحناء صاريته !
لذا فقد كان هروب بشار الاسد حينما تيقن بان فقدان عاصمته دمشق التي تمترس فيها عبر كل سنوات الثورة ضده هو نهاية امبراطوريته الواهمة بالديمومة .. ولكن هيهات !
فيا دمشق كلنا في الهم والآمال شرق .
ولا عزاء لخرطوم اللاءات الثلاثة التي ترواح ماساتها نازفة في جراحاتها منذ ما يقارب العامين ولا بواكي عليها من تلك العيون التي ابتعدت عنها للبحث عن الزوجة البديلة تاركة إياها في خريف دمارها الذي اتى على جل عمارها.
عافاها الله من كل شر ..مثلما تعافيت يا فيحاء الشام .

زر الذهاب إلى الأعلى