رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

المتغطي بالخارج والرشوة عريان !

الملياردير السوري رامي مخلوف مالك إمبراطورية الاتصالات والمقرب من نظام ابن عمته الرئيس بشار الأسد أعلن أنه بصدد التبرع بمبلغ خمسين مليار ليرة سورية ليتاقسمها كل من يحملون السلاح دفاعا عن النظام الذي بدأ يترنح أمام اكتساح تسونامي الجماعات المسلحة المدعومة هي الأخرى من خارج الحدود و التي توالى قضمها لكبريات مدن الشمال والوسط السوري إدلب وحلب وحماه وتواصل زحفها نحو قلعة الحكم في دمشق وهي الآن على مشارف حمص التي تمثل حامية النظام الأخيرة التي يعني تجاوزها أن حكم الأسد سيصبح من التاريخ .
وفي ذات إطار موجة الرشاوي المريبة تلك انبرى ابن عم الرئيس ويدعى وسيم الأسد ليعلن تبرعه براتب ثلاثة أشهر لمن يقاتل دفاعا عن النظام بواقع خمسين مليون ليرة شهريا للفرد !
يأتي هذا السخاء والكرم الحاتمي عقب إعلان الرئيس نفسه زيادة رواتب ضباط و جنود الجيش بنسبة خمسين في المائة من شرايين الميزانية العامة التي يعتصرها الجفاف !
تأتي هذه المفارقات المدهشة بعد أن وجد نظام الأسد فجأة ظهره مكشوفا أمام ضربات المعارضة وقد إدار له حلفاء الامس من الروس والايرانيين ظهورهم ..إذ قال له جماعة موسكو ليس لدينا ما نقدمه لك الآن اكثر مما فعلنا فلدينا أولوياتنا التي هي أحق بذراعنا !
بينما بدا الإيرانيون في سحب قواتهم و مستشاريهم واغلقوا سفارتهم ونقلوا طاقمها خارج البلاد تحسبا لما تراه زرقاء يمامتهم من شجر قادم !
وكذلك نصحت بعض السفارات مواطنيها بحزم حقائبهم لمغادرة سوريا !
ولم يبق للأسد غير مجموعات من عناصر حزب الله التي ظلت تتمركز في مدينة القصير القريبة من مدن الساحل الغربي طرطوس واللاذقية التي تسكنها الأقلية العلوية الداعمة للاسد لاعتبارات أثنية وعقائدية ومصلحية !
وهكذا دائما تتكسر رماح الطغيان عند حائط الغرور و الأنانية السلطوية و تصبح مصالح داعمي الديكتاتوريات في مهب رياح التغيير التي تهب عليهم من كل فج عميق.. ولا يستيقظوا لمأساة شعوبهم و عوزها إلا في ضحى الندم الذي لن يكون طوق نجاتهم من الغرق الحتمي !
ولعل انسحابات الجيش العربي السوري من كل المواقع التي دخلتها المعارضة ماهو ألا التواطؤ غير الخفي حقنا لدماء اهلهم و حفاظا على أرواحهم كجنود لم يعد لهم من نفع في نظام لطالما نافحوا من أجل بقائه طويلا فوق جماجم الغلابة و ظل يصر على الحكم رغم التهجير واللجوء والنزوح والشتات والفقر وتقسيم التراب السوري الذي يوازي اطنان الذهب في كل ذرة منه تنبض بالخضرة ومكامن العطاء الثر !
فيا له من درس بليغ وإن جاء متأخرا لكل من يعول على عضد الخارج في إسناده ولكن إلى حين !
وياله من سخف حينما يحاول سدنة النظام و منتفعوه وهم في حالة عض أطراف ثياب الهرب نثر المال لإغواء الجوعى وشراء الذمم و الهمم للدفاع عنهم بعد ان عجزوا عن حماية أنفسهم الأمارة بسوء الفهم لمعنى كرامة الشعوب وعزة عقيدة الجنود حينما تصبح المعادلة هي حماية الوطن وترابة في مقابل شعار
( إما الأسد أو نحرق البلد )
التي رفعته عصابات الشبيحة في بداية انطلاق الثورة التي طال مشوارها ولكنها على وشك الوصول ولو إلى نقطة المجهول !
نسال الله العلي القدير أن يحفظ سوريا من كل شر .. مثلما نسأله سبحانه وتعالى أن يلهم أولي الأمر عندنا هنا و كل حاملي السلاح و صانعي الفوضى الصواب والتوجه إلى ما فيه مصلحة وطننا الجريح بسكاكين الإحن و يدفعهم إلى جادة السلام التي وأن تعثرت الخطى فيها ففي نهايتها الحل وليس الخوض في برك الدماء التي أن هي تجمعت حول بعضها فذلك يعني الغرق لا محالة .
والله من وراء القصد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى