الرياضة

اسرار سرقة أقدم كاس بطولة رسمية في تاريخ كرة القدم

فرحة فوز نادي ستون فيلا الانجليزي باحراز لقب اول كاس في تاريخ المستديرة مابين اعراض النحس وجرأة اللص
ضياع الكاس المصنوع من الفضة الخالصة للابد عقب صهره وتحويله الي عملات معدنية مزورة احدث هزة عنيفة في الاوساط الانجليزية
ظهور اللص الذي دوخ الشرطة الإ نجليزية واعترافه المثير يضع حدا للغز الذي استمر لاكثر من 60 عاما

ماهو سر علاقة الممثل عادل امام بوقائع السرقة التاريخية لكاس الاتحاد الانجليزي

جمال عبد الحميد / omdertimes

إمــسك حــرامــي !

تعرضت كؤوس العديد من بطولات كرة القدم في معظم أرجاء، وأنحاء العالم إلى حوادث سرقة ،فقد تعرض كأس العالم “كأس جول ريمية” للسرقة مرتين الأولى عام 1966،والثانية عام ١٩٨٣،وكأس بطولة الأمم الأفريقية تمت سرقته من الإتحاد المصري لكرة القدم عام 2020 أيضا تعرض كأس دورة الخليج العربي إلى حادثة سرقة في العام ١٩٩٠ .
كتب الكثير من النُقاد،والمؤرخين عن هذه السرقات مرارًا،وتكرارًا في العديد من المناسبات بيد أن هناك حادثة سرقة كاس أخرى تُعد أقدم كؤوس بطولات كرة القدم في العالم لم يتم إلقاء الضوء عليها،وربما لم يعرف مُشجعي الساحرة المُستديرة في أرجاء المعمورة أن “كاس” بطولة الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم التي إنطلقت عام ١٨٧١ بإنجلترا قد تمت سرقته وضياعُه للابد .
” كأس الاتحاد الانجليزي اقدم بطولة في تاريخ كرة القدم !!
بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي هي أقدم بطولة رسمية في تاريخ كرة القدم إذ يعود تاريخ إنطلاقها للعام 1871 أي قبل سنة واحدة من إنطلاقة بطولة كأس أسكتلندا ..كما إنها تُعد البطولة الرسمية الثانية في إنجلترا بعد الدوري الإنجليزي الممتاز،ويعود الفضل فى أقامة البطولة الأعرق والأقدم في تاريخ الساحرة المُستديرة إلى تشارلز الكوك سكرتير الإتحاد الإنجليزى لكرة القدم.
” شكل الكأس !!
كأس بطولة الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم المتنافس عليه تمت صناعته في شركة هال مارتن،وشركاه وهي إحدي الشركات الإنجليزية التي كانت تنتج تصاميم معاصرة ذات خلفيات ثقافية،وتم صناعته من الفضة،وكان إرتفاعه 18 بوصةوتكلف صنعه 20 جنيهًا إسترلينيًا.. كانت الكأس عبارة عن ثلاثة أجزاء،جسم الكأس مرتكز على قاعدة وفوقه غطاء على رأسه شخصية لاعب كرة قدم،وكان الكأس يُعرف باسم “Little Tin Idol” بمعنى المعبود الصغير .

” أستون فيلا !!
حقق فريق الواندرز الشهير الفوز ببطولة كأس الإتحاد الإنجليزي في الثلاث سنوات الأولى للمسابقة الوليدة،وفي عام 1895 إستطاع نادى أستون فيلا الفوز بالبطولة بعد تغلُبه على منافسه وست بروميتش ألبيون بهدف نظيف فى المباراة النهائية التى أقيمت لأول مرة على ملعب كريستال بالاس فى حضور 42 الف مُشجع لكن سعادة أستون فيلا ومُشجعيه لم تدُم طويلاً بعد هذا الفوز الكبير بلقب البطولة الأقدم فى تاريخ الساحرة المستديرة. ومع ذلك اصبح الكاس مصدر نحس وتعاسة وكلف خزائن النادي الكثير بسبب جرأة لص السيارات الانجليزي الذي استغل بعده عن شبهات الشرطة ليتسبب في تعاسة جمهور نادي ستون فيلا وفي حيرة الاوساط الرياضية الانجليزية
” إمسك حرامي !!
بعد خمسة أشهر من فوز أستون فيلا بكأس الإتحاد الإنجليزي قرر المسئولين بالنادي عرض الكأس الفضية في واجهة متجر “ويليام شيلكوك” لبيع الأدوات الرياضية في نيوتاون رو ، بمدينة برمنجهام مقر نادى أستون فيلا،وذلك من أجل أحتفال جماهير وعُشاق النادي بإنجاز الفريق،وكان يوم 11 سبتمبر 1895 هو اليوم الأخير لمشاهدة الكأس داخل الواجهة الزجاجية التي عُرضت فيها بالمتجر الرياضي،ولم تتم رؤيتها مرة أخرى..حيث إستطاع مجهول السطو على المتجر ليلاً وسرقة الكأس الإنجليزية المصنوعة من الفضة بالإضافة إلى مجموعة من الأحذية الرياضية .

” جائزة 10 جنيهات !!
عقب الإعلان عن جريمة سرقة كأس الإتحاد الإنجليزي والتي أهتزت لها الأوساط الإنجليزية وقتها تم الإعلان عن مكافأة مالية قدرها عشرة جنيهات إسترلينية لمن يُعيد الكأس المسروقة أو يكشف عن أي معلومات بخصوص اللص المجهول الذي إستطاع بحنكة،وخبرة سرقة الكأس..وللأسف لم تُفلح مُحاولات الشرطة الإنجليزية،والبحث الجنائي في كشف غموض السرقة أو العثور على المُجرم الذي إستولى على الكأس .
الإتحاد الإنجليزي قام بتغريم أستون فيلا مبلغ 25 جنيه استرليني مقابل قيمة تصنيع الكأس الجديدة،لأن القانون كان ينص آنذاك على الاحتفاظ بكأس البطولة حتى العام التالي فقط، لكن الأمر لم يكن مشكلة كبيرة لــ فيلا ، لأنهم قبل وضع الكأس في المتجر كانوا قد قاموا بالتأمين عليه مقابل 200 جنيه إسترليني وهو رقم كبير آنذاك،وأسند الإتحاد الإنجليزي عام 1896 إلى اشهر صائغي الفضة في مدينة برمنجهام محلات فوجتون مهمة صناعة كأس جديدة ،طبق الأصل من الكأس المسروقة لبطولة كأس الإتحاد الإنجليزي .
” ظهور اللص بعد 60 عام !!
بعد أكثر من 60 عامًا ظهر اللص المجهول الذي دوخ الشرطة الإنجليزية ،حيث أدعى هنري (هاري) جيمس بيرج البالغ من العمر 80 عامًا ، وقتها وصاحب النشاط الإجرامي إنه مرتكب الجريمة والسارق الحقيقي لكأس الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم ونشر أعترافاته والقصة كاملة في صحيفة Sunday Pictorial في 23 فبراير 1958 بعنوان “أكبر لغز في عالم كرة القدم”، وقال بيرج إنه نفذ السرقة ليلاً بمساعدة أثنين من أصدقائه اللصوص قاموا بكسر الباب الخلفي للمتجر الرياضي،وسرقوا عدة أزواج من أحذية كرة القدم مع الكأس الفضية الثمينة .
وأضاف لص برمنجهام أن الكأس قد تمت صهرها واذابتها كي تُصنع منها العملات المعدنية الفضية وهو ما تطابق مع المعلومات الإستخباراتية التي أفادت أن الأسواق الإنجليزية في ذلك الوقت تواجد بها عملات معدنية مزورة مصنوعة من الفضة حيث تم أكتشافها بأحد مكاتب المراهنات .
” لصوص لكن ظرفاء !!
عندما أعترف اللص بجريمته رصدت شرطة برمنغهام تناقضات بين حكاية هنري (هاري) جيمس بيرج وتقرير معاصر جاء على صفحات جريدة The Post التي كتبت تقول :” عندما وصل السيد شيلكوك إلى المتجر في صباح اليوم التالي للسرقة رأى الباب الخلفي مغلق جيدًا ولكنه شاهد ثقبًا في السقف،وهو ما يوضح أن اللصوص صعدوا إلى السطح من مدخل المنزل الموجود فيه المتجر الرياضي،وكان ذلك عن طريق التسلق على الجدار ،ثم قاموا بعمل ثقب تم التسلل من خلاله الي المتجر لإكمال وإتمام عملية السرقة ” .
الغريب أن هذه القصة تم استخدمها في أحد الأفلام الكوميدية المصرية بعنوان ” لصوص ولكن ظرفاء” من إنتاج عام 1968، بطولة أحمد مظهر وعادل إمام وماري منيب ويوسف فخر الدين ومديحة سالم، ومن إخراج إبراهيم لطفي. وقصة الفيلم تدور حول اللصان حامد “احمد مظهر” وإسماعيل “عادل امام” اللذان يحاولان سرقة محل مجوهرات في الدور الأرضي من عمارة، والذي يصعِّب من مهمتهم ليس فقط خطورة الجريمة بل أيضًا أنهم مضطرون للدخول إلى المحل عن طريق الحفر في أرضية الشقة التي توجد فوق المحل مباشرة وهذه الشقة يسكنها زوجان يعيشان حياة غير مستقرة.
” سارق السيارات والمنازل !!
أظهرت السجلات التي أحتفظت بها إدارة البحث الجنائي في برمنغهام فيما بعد أن رجال الشرطة كان لديهم بالفعل تفاصيل عن تشكيل عصابات وقاموا ببعض الأعتقالات في منطقة نيوتاون مسرح وقوع حادثة سرقة الكأس والتي وصلت معلومات إلى البوليس الإنجليزي تفيد بأنها صُهرت حيث كان اللصوص يسرقون قطع الفضة ويصنعون منها عملات معدنية مزورة،وكان من المعروف أن المحتالين والمجرمين يتخلصون من هذه العملات من خلال المراهنة في مضمار سباق برمنغهام القديم في برومفورد بريدج وأضافت السجلات أن بيرج كان معروفًا ومعلومًا لرجال الشرطة الإنجليزية،ولكن لم يتم القاء القبض عليه مطلقًا لان نشاطه الإجرامي كان بعيد عن جرائم التزوير،فلم يتم اتهامه من قبل بمثل تلك التهمة،حيث كانت لديه إدانة سابقة سجن من أجلها بسبب سرقة احد البيوت ، و تم سجنه مرة أخرى في عام 1957 لمدة سبع سنوات بتهمة سرقة السيارات،وأطلق سراحه عام 1961 قبل انتهاء المدة ،وتخصص هنري بيرج الذي توفي عام 1964 في سرقة الشقق والمنازل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى