الأعمدة

الخرطوم ليست زريبة هوامل أيها المزيفون ..!

في غمرة نشوة أذيال الفلول التي بدأت تتحرك بحرية وراحة عقب انقلاب البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 وفي أحدى تجمعاتهم المدفوعة الاجر أمام مقر الأمم المتحدة بالخرطوم .
وقف من يدعي بأنه مك الجموعية المدعو عجيب زاعما بصفته الحاكم بأمره في ولاية الخرطوم فإنه قرر طرد ممثل المنظمة الدولية فولكر من السودان فورا .
طبعا ذلك الكلام الذي لا معنى له و لا قيمة لمن أطلقه فقد تبخر في مكانه ولم يتجاوز مدى بقائه في ذلك الهواء الطلق مساحة ابعد من ارنبة انف ذلك الرجل الذي أنكر مكوكيته حتى أهل المنطقة و قبل أن يقفل عائدا إلى وجهته يجرجر ذيول الخيبة .
بالامس يعود ذات المك المزعوم ومعه نفر ممن يدعون تمثيل الإدارات الأهلية بولاية الخرطوم وهم في حقيقيتهم ثلة من صنايع المؤتمر الوطني وعقدوا مؤتمرا صحفيا زعموا فيه أنهم كمعارضين للإتفاق الإطاري سيقومون بإغلاق الخرطوم لمدة يوم للتعبير عن موقفهم ذاك محذرين من إكمال العملية السياسية إذا ما تجاوزت بقية الفعاليات في الساحة الوطنية و المقصود هنا بالتأكيد هم غثاء سيل النظام البائد الذين ستصبح مسروقاتهم التي استعادوها بعد الإنقلاب في مهب الريح وبالقانون الصارم متى ما اكتملت اركان استعادة الحكم المدني الديمقراطي التي ترعبهم بشائرها وترتجف لها فرائصهم هلعا .

ومن الواضح أن آليات الإغلاق التي سيتبعها هؤلاء أن هي تمت بالاعداد التي سيجلبها لهم المقاولون المتخصصون منذ ايام حشود هي لله ..لن تتعدى حجب الحركة في جسر أو اثنين وليست لديهم سلطة تعطيل المصالح الحكومية والأسواق إلا بمقدار عرقلة حركة العاملين والقادمين أو الرائحين عبر تلك المنافذ التي يعتقد هؤلاء السذج أنها ستكون سدرة منتهى الإغلاق .
فالخرطوم ليست زريبة مواشي يستطيع هذا المك المزيف أو ذلك العمدة المنبوذ أن يقف أمام بوابتها ويهش الناس بعصاه كالانعام يمنع هؤلاء ويدخل اولئك.
فإذا كان من يدعون أنهم المكوك والعمد والنافذون الذين يملكون إرادة قوية وغيرة وطنية وسطوة شعبية حقيقية تصب في مصلحة البلاد ولديهم سلطان على قواعد جماهيرية وازنة ..فالذي يستحق الإغلاق هو تلك البوابات المفتوحة على بلاد تصف أهل المكوك و العز التليد وأصحاب العمائم الضخمة والشالات الفاخرة والعقائر العالية الصوت بأنهم محض عبيد وبوابين واولاد وسخة ..فليتوجهوا إلى هناك للتأكيد بأننا شعب حر و حجب مواردنا لمدة شهر واحد سيجعل من يتجرأ على الإساءة لنا ولو بكلمة واحدة يأتينا راكعا حينما يشعر بأهمية أن يعتذر عن أفعال سفهائه .
أما التفكير الساذج و السعي الضحل بإغلاق الخرطوم وكأنها مجرد بلاعة مفتوحة فهو سيجعل من نهجكم أكثر سفها وهيافة واحقر منحى مما يفعله الاطفال في لعبهم العبثي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى