
كشف تقرير حديث نشرته منظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية عن أرقام صادمة تتعلق بحجم المأساة الإنسانية التي يواجهها المهاجرون الذين يسلكون الطرق البحرية نحو إسبانيا.
في عام 2024، لقي ما يقارب 10 آلاف شخص حتفهم أو فُقدوا في أثناء محاولاتهم عبور البحر إلى جزر الكناري، التي وصفتها المنظمة بأنها “أكثر الطرق دموية في العالم”، بحسب التقرير.
وفي مقارنة مأساوية، كشفت البيانات التي جمعتها “كاميناندو فرونتيراس” من عائلات الناجين والشهادات الميدانية أن 2024 شهد زيادة كبيرة بنسبة 177% في حالات الوفاة أو الفقدان مقارنةً بعام 2023، إذ تم تسجيل 6,618 حالة في العام الماضي.
وبالمقارنة مع البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، التي سجلت 979 حالة وفاة أو مفقودين في عام 2024، فإن التقرير يظهر الفجوة الواضحة في الأرقام، إذ تعتمد المنظمة الدولية للهجرة على تقارير مؤكدة بشأن الحوادث، بينما تعتمد “كاميناندو فرونتيراس” على شهادات حية من المهاجرين وعائلاتهم، مما يجعل تقديراتها أكثر شمولًا.
وقال فلافيو دي جياموكو، المتحدث باسم المكتب الإقليمي للبحر الأبيض المتوسط في المنظمة الدولية للهجرة، إن الطريق الأطلسي نحو جزر الكناري هو “الأطول والأكثر خطورة”، ما يجعل من الصعب تتبع مواقع القوارب الغارقة في البحر.
وأضاف أن العديد من الحوادث قد تظل غير معروفة، نظرًا للطبيعة المعزولة لهذا المسار الذي يمر وسط المحيط.
وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي يشكلها هذا الطريق، تشير البيانات إلى أن وتيرة محاولات الهجرة لم تتراجع.
ولفتت التقارير إلى أن نحو 70% من القوارب التي غرقت أو اختفت في البحر انطلقت من موريتانيا.
وشهد عام 2024 زيادة ملحوظة في عدد المهاجرين الذين يغادرون السواحل الموريتانية في اتجاه جزر الكناري، التي أصبحت نقطة الانطلاق الرئيسة للهجرة منذ نهاية عام 2023.
ووفقًا للمنظمة، يعتبر طريق جزر الكناري الأكثر دموية في العالم بعدد الحوادث، يليه الطريق الجزائري عبر البحر الأبيض المتوسط، الذي سجل ما لا يقل عن 517 ضحية في عام 2024.
تستمر هذه الطرق في حصد الأرواح، في وقت تتزايد فيه الضغوط على المجتمعات المحلية والدول المعنية للبحث عن حلول إنسانية وفعالة لمعالجة أزمة الهجرة التي لا تظهر أي بوادر لتوقفها.