الأعمدة

رؤى متجددة : أبشر رفاي / بعد نجاح هدنة وقف إطلاق النار ٢٤ ساعة فالنتجه نحو هدنة الإستحقاقات الإنسانية

????نتيجة لفشل أكثر من عشر هدن سابقة لسبب أو آخر ، لقد حبست هدنة أمس الأول ولمدة ٢٤ ساعة حبست إنفاس الشعب السوداني والمتعاطفين معه كحبس ضربات الجزاء لأنفاس الجماهير في مباراة ختامية كأسها برة ، لأن كما أشرنا في قراءة الأمس بأن هدنة ال ٢٤ ساعة بعد فشل الهدن السابقة على كثرتها اصبحت تمثل أكبر اختبار أخلاقي ليس فقط على الجهات الموقعة وإنما تجاوزت ذلك إلى سمعة الشعب السوداني ومكانته بين الأمم والشعوب التي وللأسف الشديد وضعتها الحرب اللعينة وماصاحبها من سلوكيات وممارسات في غاية الغرابة تجاوزت كل خطوط أخلاقيات الحرب وأعرافها ومطلوبات القانون الإنساني الدولي وضعتها في المحك .. ولكن ولله الحمد أن نجاح الأطراف الموقعة في الإلتزام التام اوبدرجة كبيرة بالهدنة شكل نصرا كبيرا لمصداقية السودان وشعبه الأبي أولا قبل الموقعين أنفسهم الأمر الذي أراح النفوس التي حبسها الخوف من سبة الفشل ونقض العهود والعقود ولو لمدة ٢٤ ساعة فقط ، قديما قالوا ( عشان الشامتين نموت واقفين ) وفي الأثر الشريف ( ليس القوى عند الصرعة وإنما القوي من يتملك نفسه عند الغضب ) واليوم بعد نجاح الهدنة النموذجية باتت الفرصة مواتية أمام تطويرها لهدنة أطول لوقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية تطويرها بشكل أفضل ولمدة أطول تدفع جميع الأطراف للإنخراط مباشرة في مرحلة هدنة الأيفاء المبكر بالمطلوبات الأتسانية ، والتي بلاشك ستعبد بدورها الطريق أمام هدن الترتيبات العسكرية والأمنية ، وتوسع دائرة الهدنة للأغراض الإنسانية ، وتمهد هي الأخرى لهدنة التدابير والترتيبات السياسية الدستورية الإنتقالية الجديدة الموسعة التي من شأنها طي كافة التجارب والمماحقات والترتيبات السياسية والدستورية ماقبل الحرب اللعينة ، طيها كطي السجل للكتب ، وطي لفافة الورق الشفيف ( للطقة ) بلغة شباب اليوم ، ولكن وللأسف الشديد قبل أن تكتمل فرحة الجميع بنجاح الهدنة إندلعت مجددا إشتباكات عنيفة بعد مرور فقط عشر دقائق من إنتهاء هدنة ال ٢٤ ساعة ولا أحد يعلم دوافعها هل كانت نتيجة لإنتهاء أجل الهدنة أم بسبب خروقات أم بعامل تبييت النية لمواصلة الحرب . ومع ذلك يبقي الأمل معقود للخروج من الأزمة عبر سلسلة من المقترحات التالية :-
١– يرجى من الوسطاء ضرورة مواصلة سعيهم وجهدهم الإنساني المشكور نصرة للسودان وللشعب السوداني وذلك بتعزيز مبادئ ومكتسبات القانون الإنساني الدولي في ظل ظروف وأوضاع بالغة التعقيد ألمت به بغتة من حيث لايحتسب ، فالمسئولية الإنسانية والأخلاقية بل التاريخية لا محالة واقعة على عاتق الوسطاء ولا ينبغي لهم التراجع عنها مهما بلغت الظروف وحجم التحديات والمهددات خاصة أن طرفي الصراع العسكري على الأرض قد اثبتا من خلال الهدنة النموذجية الإنسانية الفائتة ٢٤ ساعة أثبتا بأنهما يمتلكان القدر الكاف من العزيمة والأرادة لوقف إطلاق النار ، الأمر الذي قد حصل بالفعل خلال الهدنة التي جعلت البلاد والخلق والمخلوقات تعيش حالة من الهدوء المثالي ولمدة ٢٤ ساعة لم يعكر صفوها إلا اللهم إن كانت هناك بعض الخروقات البسيطة قد حدثت هنا وهناك وهي مرصودة ولا قيمة لها ، ومن المقترحات ضرورة مواصلة الوسطاء مساعيهم حتى النهاية دون كلل وملل للمساعدة في إنهاء أقذر وأخبث حرب فرضت على السودان وشعبه الكريم حرب إستئصالية هيمنت عليها روح ، الكراهية المميتة وسوء الظن والمكر السيئ ، وإنعدام الثقة ، وسيادة الأجندة الخارجية ، وتمشيا مع روح الأمل المتجدد يقترح للوسطاء بأن تعرض مجددا للطرفين هدنة جديدة اساسها الهدنة النموذجية السابقة مدتها هذه المرة أطول أسبوع ، نصف شهر ، شهر مصحوبة بمراقبة صارمة قائمة على أساس تقويم نجاحات وهنات الهدنة النموذجية السابقة وما صاحبها من خروقات بجانب معرفة من الذي بادر بهجوم أمس الأول بعد إنتهاء الهدنة مباشرة ، هل حدث ذلك بدافع نهاية الهدنة ام بدافع الفعل ورد الفعل ام نتيجة للنيات المبيتة لمواصلة الحرب يقترح كذلك للوسطاء ضمن سلسلة المقترحات النقاط التالية في إطار الهدنة الجديدة للأغراض الإنسانية
١— تجديد وقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية ولمدة أطول وبضمانات أكبر .
٢— ثبات القوات وإعادة تموضعها بما يتماشى وجهود العمليات الإنسانية عل نطاق البلاد .
٣— رسم خارطة طريق للممرات الإنسانية الآمنة موقع عليها من قبل الأطراف تغطي ربوع الوطن خالية تماما من اي ارتكازات ذان طابع عسكري عملياتي ويجوز في نفس الوقت تأمينها بواسطة وسائل تأمينية متفق عليها تحت رعاية وإشراف الدولة والوسطاء بحيث لا تتعارض مع مبادئ وإستحقاقات القانون الإنساني الدولي الذي يؤكد على حق المواطن في الكرامة الإنسانية وفي حرية الحركة والتنقل وخلافه .
٤ — وضع خارطة طريق موقع عليها لتوزيع وإنسياب المساعدات الإنسانية والعلاجية وغيرها للمحاصرين والوافدين واللاجئين بالمعابر ودول الجوار يعهد امرها للدولة عبر جمعية الهلال الأحمر السوداني والمنظمات الوطنية والمنظمات الدولية النظيرة لها كالصليب الأحمر الدولي وغيرها من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة في الشأن الإنساني الآمن بعيدا عن منظمات وجمعيات اجندات الحرب والتقاطعات السياسية المسمومة والملغومة .
٥— الخروج الفوري من المشافي ومنازل المواطنين والمقرات المدنية العامة العاملة في مجال خدمة المواطنين وأي مغالطة حول هذا الموضوع على الوساطة أن تعد قائمة طويلة بخصوص الإنتهاكات المحتملة حول المناطق والمقار وفقا لتوصيفات ومطلوبات القانون الإنساني الدولي زمن ثم إرسال بعثة إقليمية دولية ميدانية فورا تضم الأجهزة الإعلامية ذات المصداقية والمهنية العالية والمراقبين العدول والمراكز المتخصصة لأجلاء الحقيقة وتمليكها للجهات المحلية والأقليمية والدولية وللرأي العام
عن من الذي يحتل منازل المواطنين والمشافي والطرقات والمؤسسات المدنية .
٦— فسح المجال أمام الفرق الإنسانية العاملة دون أي عوائق لصيانة وإستعادة الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء والإيواء والخدمات العلاجية والبيئية .
٧– في إطار الجهود العاملة في مجال الهدنة الإنسانية الجديدة حال إقرارها وقبل نهاية مدتها يقترح للوسطاء ضرورة تشبيك وتنسيق جهودهما مع رئيس الإتحاد الأفريقي ومفوضيته ومجموعة الإتصال حول الأزمة السودانية ودول الإيقاد والجامعة العربية وذلك لوضع خارطة طريق تشاورية أساسها الحل الداخلي وعدم التدخل الخارجي ، وذلك من خلال الدفع برؤى تحضيرية لوقف إطلاق النار الشامل والدائم وبحث مشروع حلول سياسية إنتقالية واسعة إمنة تصل بالبلاد إلى وضع دستوري إنتخابي مستدام وهذا ليس ببعيد عن ماقاله رئيس مجلس السيادة القائد العام لقوات الشعب المسلحة السيد البرهان لرئيس دولة جزر القمر غزالي عثماني رئيس الاتحاد الافريقي للدورة الحالية وهذا لن يتأتي إلا من خلال فتح ثلاث محاور في آن واحد وفي جولة وجولات محددة عبر وساطة موحدة متماسكة تشمل ثلاث محاور .
المحور العسكري والأمني :- محددات تحديات مطلوبات خيارات حلول موضوعية إستراتيجية بجهود وطنية داخلية آمنة .
المحور الإنساني :- مطلوبات وآليات متخصصة بعيدا عن التسيس الداخلي والأجندة الخارجية .
المحور السياسي :- الذي يدعى له ممثلين من كافة مكونات الشعب السوداني والمرجعيات السياسية والإجتماعية والأهلية والفئوية دون أي وصايا أو إقصاء او تصنيف من أي جهة داخلية كانت أو خارجية كما الحال في تجارب ماقبل إندلاع الحرب ، المحور العسكري يبحث في مجالات البيئة العسكرية دون أي تدخل سياسي او مدني او أجنبي ، المسار الإنساني يبحث في مجالات العون الإنساني للمحاصرين والنازحين والوافدين والعالقين في المعابر وحيث اللجوء ، المحور السياسي الإستراتيجي يقدم رؤى تحضيرية من خلال الممثلين حول جذور القضية وأسباب الأزمة تمهيدا لعقد مؤتمر قومي إنتقالي جامع بالداخل او الخارج تقدم فيه أوراق عمل محددة وبتمثيل واسع عادل ومتوازن توضع من خلاله توصيات ومخرجات مرجعية راجحة تقود سفينة البلاد إلى بر الأمان .
نصيحة أخيرة للسيد نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي السيد مالك عقار إير الذي يقوم هذه الأيام بجولات موفقة لدول الإتحاد الأفريقي ودول الإيقاد نصيحتنا له بأن ينصح هو بدوره السيد رئيس وزراء دولة أثيوبيا أبي أحمد عدم القيام بأي وساطة فردية لعلاج الأزمة السودانية الماثلة ويمكن له أن يضم وتضاف جهوده المقدرة لجهود الإتحاد الأفريقي ودول الإيقاد واللبيب والبليد بالإشارة يفهم ولا داعي( لتنقي البيض المسلوك والني ) كما ننصح النائب مالك أن يكون يقظا وحذرا وهو يمشى على طرقات وردهات الإتحاد الأفريقي ودول الإيقاد لان هناك معلومات متداولة بشكل كثيف ومنذ أمد بعيد بأن كل سحرة الفتنة في السودان والمتاجرين والمستأجرين وكبار وصغار المستثمرين في مقدراته وثرواته موجودون بوفرة وكثرة هناك مستخدمين أكثر من ماسك وكدمول وقناع يمارسون ويلعبون دور قاتل الميت والمشي في جنازته .
.اللهم أحفظ السودان من الفتن ماظهر منها ومابطن آمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى