البرهان وحميدتي .. تشفير الاحلام وصناعة الاوهام : مقال من نور ونيران
اجادة تسويق الاحلام والاوهام الخاصة في حياتنا السياسية والاجتماعية والرياضية واعادة طرحها كحائق لاتقبل الجدل علي سبيل الجهل والتغييب وقلة الحيلة والادراك وضيق الافق وتغليب العاطفة علي صوت العقل علي نحو مذاهب تشجيع اندية الهلال والمريخ ساهم بقدر وافر في دمار الكثير من المعتقدات والاعراف والمثل والقيم السودانية النبيلة التي توارثناها منذ عقود
يحدث ذلك استجابة لاعراض وامراض تستدعي بمثل هذه الفئات الخضوع لفحوصات نفسية ولاعادة تاهيل تحت اشراف كبار اطباء علم النفس والاجتماع لاجل اصدار شهادة توكد تماثله للشفاء لاجل اعادة ادماجه في المجتمع نسبة لخطورته البالغة وخطورة اسلحة الاوهام التي يستخدمها في تزييف وتزوير الحقائق علي سبيل الجهل وعدم الاحاطة بالتفاصيل والمعطيات والاحداثيات الخاصة بكل قضية
” الاستجابة لخطابات التجييش والحشد التي تمارسها بعض الجهات السياسية والعسكرية كعملية لغسل الادمغة مازالت تلقي رواجا ويتم استغلالها علي النحو الامثل لتغذية عقلية القطيع وليس بعيدا تلك الفئات التي تمددت في حياتنا العامة وتدحرجت مثل كرة الثلج نتيجة لضعف وهشاشة التفكير المنطقي والعلمي السليم مما افقدهم القدرة علي ادراك الصوابية وعدم القدرة علي وزن الامور بميزانها الصحيح بالرغم من بروز وسطوع الحقيقة كعين الشمس في كبد سماء صافية
” الامثلة كثيرة خاصة وسط اجواء حرب الجنرالات العبثية التي تدور الان ويسعي كل طرف تاكيد مزاعمه في مغالطة واضحة ومحاولة اكثر عبثية للي عنق الحقيقة التي تؤكد ان اطراف معادلة الحرب الحالية هم صنيعة الكيزان وحكومة الانقاذ المبادة ومايجري من صراع لايعدو كونه صراع من اجل السيطرة علي ثروات البلاد ولاجل تامين عودة الكيزان للسلطة مرة اخري ولو ادي ذلك لابادة الشعب السوداني وتدمير بنيته التحتية المتهالكة اصلا
يحدث ذلك علي نحو مايجري الان بالرغم من الادانات المحلية والدولية الا ان الافراطـ في توسيع رقعة العمليات الحربية وسطـ الاحياء السكنية ومصرع واصابة مئات المدنيين لم يكن ليشكل رادعا انسانيا او اخلاقيا اودينيا مايوكد علي نزعة الجنرالات الدموية التي طغت علي جوانبهم الانسانية وافقدتهم نعمة البصر والبصيرة
” مامعني ان تستضيف فضائية اخبارية عربية حامل شهادة دكتوارة من احدي الاكاديميات العسكرية لتحليل مايجري في ساحة المعركة بطريقة علمية ليتجاوز الاجابة علي السوال والقفز فوق الحقائق التي تدور في ساحة المعركة ويدركها شاهد العيان علي الارض وتبثها في ذات الوقت ذات القناة التي يتحدث اليها الدكتور الذي يسهب ويطتب ويتفوه بغير الحقيقة وبلسان وامنيات الحكومة المبادة ضاربا بعرض الحائط نتاج الدراسات العلمية العليا التي تلقاها في الاكاديمية بيد ان ذهنيته وطريقة تفكيره تشي انتمائه لتلك الجهة علي سبيل الواسطة عطفا علي انتمائه العقدي واخشي ان ماتلقاه من علوم مثل تلك التي يهرطق بها علي الملأ وفي قاعات المحاضرات ربما كانت احدي الاسباب الرئسية في سخرية الناس من هذه الفئات حيت نعتوهم بالخبراء الاصطراجيين وغيرها من الصفات والنعوت التي تحط من قدرهم ومنزلتهم العلمية فضلا عن ان الامعان في مجافاة الحقيقة وقولبتها بالشكل الذي يرضي تلك الاعراض والاغراض والامراض التي تستوطن ضمائرهم تسهم بقدر وافر في زعزعة الاستقرار وضرب االنسيج الاجتماعي باعتبارهم من دعاة الحروب تماشيا مع المثل القائل افة الاخبار رواتها
” وفي المقلب الاخر وعلي ذات النحو الذي ينتهجه خبراء الاصطراطيجية في الفضائيات العربية فان الامر برمته ينطبق وبحذافيرة علي زملاء مهنة الاعلام المودلجين الذين يومنون بقدسية الاحزاب ويكفرون بالفتاوي التي تحض علي حب الوطن ولا ينافسهم في هذه الخيبة سوي قادة وكبار عضوية الاحزاب التقليدية التي اثبتت فشلا ذريعا. ومنذ فجر الاستقلال في قيادة البلاد الي عالم الرفاه والامن والامان واستعاضت عن ذلك بالعمل علي طريقة من كانت له حيلة فليحتال لاجل ضمان الحصول علي النصيب الاوفر من كيكة السلطة الذي يوهلها مباشرة للفوز بالحصة الاكبر من موارد البلاد ولو كانت خصما علي مداخيل الخزينة العامة للدولة التي استمرأ جميع وزراء ماليتها جمع ميزانيتهم قسرا من جيب المواطن المغبون بالرغم من مداخيل وعائدات الصمغ العربي والبترول والماشية وغيرها من ثروات بلادنا المهدرة ولعل اكثر مايثير الريبة تلك الديون والقروض الدولارية المتراكمة التي وصلت الي ارقام فلكية و كان بمقدورها النهوض بالسودان الي مصاف الدول الصتاعية الكبري بيد انه والي الان لم يتم التحقيق من اي جهة كانت حول اوجه صرف هذه الديون والقروض التي ظلت تلهب ظهر الميزانيات والمواطن كدين واجب السداد وفي حال قيام حكومة ديمقراطية ينبغي فتح تحقيق لايستثني احدا من وزراء المالية ومنذ الاستقلال لجهة الاجابة وبالمستندات حول اوجه الصرف علي ان يتم تحديد المشاريع التي صرفت عليها وفيما اذا كانت هذه المشاريع قد رأت النور اصلا ويقيني ان البنية الاساسية المتهالكة لبلادنا حاليا ظلت قائمة وموروثة منذالاستعمار الانجليزي
ولعل اكثر مايثير الدهشة والحنق والرثاء الظهور الاعلامي المكثف لبعض زملاء المهنة في الفضائيات الاخبارية العربية الكبري لجهة تحليل الاوضاع السياسية في الساحة السودانية دون وجل او خجل بعد ان طالهم الاتهام بتلقي الرشاوي من جهات حكومية وفق ماتم نشره من مستندات في محاولة لتغبيش الحقائق والعمل علي خداع المواطن البسيط بواسطة معلومات ملقنة وملغومة
واخشي ان تلك القنوات كانت علي اطلاع وعلم مسبق بهذه الفضيحة بيد انه كان بامكانها اجراء تحقيق استقصائي بواسطة مراسليها مع ضيوفها الذين مازالوا يتصدرون المشهد الاعلامي ويطرحون الحلول وسط دهشة المشاهد السوداني الذي يعتبرهم من المؤججين لنيران الحرب الحالية ومن نافخين صورها فكيف يستقيم لمشارك في صناعة المشكلة ان يكون جزء من الحل
” الصراع الحالي صراع اجيال والثورة الحالية وان خمدت قليلا الا ان جذوتها ستظل مشتعلة علي نسق ان تحت الرماد وميض نار سيشب لها ضرام
” يقيني ان هذه الثورة وهي في طريقها لتحقيق اهدافها لن تستثي احدا من العسكر او الاحزاب التقليدية او العقائدية وتلك المستحدثة واتباعم ومن شايعهم وستجرف في طريقها كل من وقف عائقا امام حركة التطور التاريخي التي كان من المفترض ان تنتظم البلاد وفقا لثرواته التي تم نهبها بصورة ممنهجة لصالح فئات وبيوت واسر واحزاب بعينها ماافسد علي بلادنا فرصة النهوض وقيادة قارة افريقيا علي المستوي الاقتصادي والصناعي والرياضي والفني والسياسي
” الصراع بين البرهان وحميدتي تفاقم لاجل تقاطع المصالح والمطامع والمصالح التي تغذيها جهات خارجية وكل يغني علي ليلاه وبريق الذهب وحده من اوقد نار الغيرة واشعل فتيل الصراع عدا ان انقلاب حميدتي علي الكيزان وان بدأ جزء من المشكلة لكنه بدأ كلعبة تكتيكية من حميدتي الذي شارك البرهان في مجزرة فض الاعتصام لكنه حاول التكفير عن سيئاته حين طرح نفسه موخرا كحامي للديمقراطية في اطار غزل صريح للشعب السوداني لاجل سحب البساط من اقدام البرهان ذلك حين اتهمه بموالاة وتبني افكار الموتمر الوطني لكن لا احد يثق في هذا اوذاك
” اطلاق الاكاذيب بالبزة الرسمية بقدر ماهو مثير للضحك والسخرية لن يكسبها صفة المصداقية
” مقولة اكذب اكذب حتي يصدقك الناس انتهت بنهاية جوبلز وهتلر والحقبة النازية. والعالم الان تحول الي غرفة نوم بحيث يمكنك ادراك الحقيقة في منامك او عقب استيقاظك من قيلولة نهارية
” تكاثر وكثرة من غير وفرة
” سينمو القطيع بسرعة في ظل وفرة الجبايات المتدفقة بصورة عكسية من اسفل الجدول الي اعلي ساقية حكومة الحركات والجنجويد والعسكر الارتجالية
” حالة من الشبع والشهوانية والانزاء تعتري قطيع الفيلة الذي اصبح جاهزا لعملية التكاثر