الأعمدة

تريدون تصنيف المدرب الإسباني الشاب تشابي ألونسو مالئ السمع و البصر هذه الأيام.. بعد أن أحدث زلزالا عنيفا في مبادىء كرة القدم .. محمد العولقي

تريدون تصنيف المدرب الإسباني الشاب تشابي ألونسو مالئ السمع و البصر هذه الأيام.. بعد أن أحدث زلزالا عنيفا في مبادىء كرة القدم..؟
حسنا..لا داعي للبحث و التنقيب عن فصيلة تشابي ألونسو..ليس لأنه خارج الوصف..و لا لأنه أصبح أكبر من مجرد بطل..و لكن لأنه بالفعل مدرب جاء بالجديد..أعاد صياغة مفهوم و تعريف كرة القدم من حيث لا ندري..
انظروا..كيف أصبح باير ليفركوزن بين عشية و ضحاها ديكتاتورا جبارا و جلادا لا يتنازل عن الكورباج..؟
تمعنوا..كيف بات باير ليفركوزن خارج الوصف..و كيف أمسى سيلا منهمرا من انتصارات مدوية توجته بطلا للبوندسليجا قبل أن ينفض المولد..؟
لكل فريق نجوم و أقمار و كتيبة من مبدعين يعرقون و لا يبالون..إلا باير ليفركوزن فهو فريق تشابي ألونسو..صناعته..عمله..فكره..خلاصة نهجه..
ترى أي ساحر هذا الذي اكتسح الدوري و الأرقام و فتك بكل بودي جارد بايرن ميونيخ..؟
ألونسو هذا الماتادور هرب بدرع الدوري..هرب بلقب الفريق الذي لا يقهر..هرب بلقب أفضل مدرب..هرب بكل الأرقام القياسية..هرب بكل الحصانة الفنية و التكتيكية..و أخشى أن يهرب بكل مفاتيح التاريخ في ظرف أيام قليلة على نهاية الموسم..
هذا هو ألونسو..المفكر الجديد..الذي انتزع كل شيء في رمشة عين.. و ترك الأندية الألمانية الكبيرة خاوية الوفاض تتعذب بعطشها كرمال الصحراء..
كرة القدم بالنسبة لتشابي ألونسو لعبة فن و تكتيك و مهارة.. هي في مفكرته التقنية أغنية رومانسية تحتاج إلى شاعر و مؤلف أوركسترا و آلات و ملحن و مغن..فكيف سيكون الحال عندما تجتمع هذه الوظائف في المدرب؟
بلا شك أن هذا سينعكس على عمل المجموعة داخل و خارج الملعب..سيصبح الفريق يلعب بلحن تشابي..و بإيقاعه..و بتأليفه..و بصوته .. و بأشعاره.. لهذا بدأ فريق باير ليفركوزن فريق جماعي مصاغ بلحن واحد ليس فيه نغمة نشاز واحدة..
أبدا..هذا ليفركوزن ليس بيضة ديك..ليس رمية من غير رام..ليس نبتة صحراء متوحشة..لكنه فريق ألونسو..المدرب الذي تسلل من بعيد ليؤكد أن كرة ليست نفوذا و مالا و أسماء رنانة..لكنها لعبة ذكاء و توظيف و توازن و رغبة و تضحية و استماتة..
تشافي ألونسو و قد صنع معجزة مع ليفركوزن من لا شيء تقريبا مثل الأسطوري ميداس الذي يلمس الأشياء.. فتتحول على الفور إلى ذهب خالص عيار تشابي ألونسو..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى