رؤى متجددة : أبشر رفاي / على خلفية قمة الإيقاد وهدنة جدة خطة متعددة الأبعاد لمحاضرة ومحاصرة فتنة الحرب في السودان

????تداولت الوسائط الإعلامية على نطاق واسع نسخة بيان الوساطة السعودية الأمريكية حول هدنة جدة في ١٠ يونيو ٢٠٢٣ والتي إمتدت ل . ٢٤ أعربت فيه عن موقفها حول الهدنة وماصاحبها من تطورات لاحقة في أربع نقاط جاءت على النحو الآتي :- يعلن الميسران بأن القوات المسلحة السودانية ( SAF ) وقوات الدعم السريع ( RSF ) أظهرتا قيادة وسيطرة فعالة على قواتهما خلال فترة وقف إطلاق النار الذي جرى بتاريخ ١٠ يونيو ٢٠٢٣ مما أدى إلى تراجع حدة القتال وإنحساره في جميع أنحاء السودان مكن من إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية وتحقيق بعض تدابير بناء الثقة .
ثانيا :- إلا أن الميسران يعربان عن أسفهم الشديد جراء عودة الطرفين لأعمال العنف فور إنتهاء فترة وقف إطلاق النار ، ويؤكدان على أن الحل العسكري للصراع غير مقبول ويدينان بشدة تلك الاعمال ويدعوان على وقفها فورا .
ثالثا :- ويؤكدان أنهما في إطار مواصلة وقوفهما إلى جانب الشعب السوداني فإنهما على إستعداد بإستئناف المباحثات بمجرد أن يظهر طرفي الصراع تقيدهما بما إتفقا عليه في إعلان جدة .
رابعا :- وسيعمل الميسران على التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لوقف القتال وتقليل تأثيره على المنطقة ، وتكثيف التنسيق مع الجهات المدنية السودانية ذات العلاقة لضمان مشاركتهم في رسم مستقبل السودان أنتهي … كما رصدت الرؤى المتجددة مخرجات قمة دول الإيقاد في دورتها ال ١٤ التي عقدت بجيبوتي والتي قدمت فيها سكرتاريه الإيقاد تقرير أداء ممتاز توج بتقديم مقترحات حلول للأزمة السودانية كما قدم السيد مالك عقار إير نائب رئيس مجلس السيادة قدم خطابا رصينا بالغة الإنجليزية تابعناه عبر قناة الجزيرة مباشر فقط كنا في محل حيرة لماذا لم يقدمه بالغة العربية بوصفها اللغة الرسمية الأولى بالبلاد فالأمم المتحدة من سنين طويلة قد أعتمدت تقريبا أكثر من ثمان لغات للمخاطبة من على منصاتها وفروعها والمستويات القارية المكملة لدورها ، فما عادت اللغة كمواعين لنقل المعاني وجسور للتواصل والتفاهمات تشكل أي معضلة طالما الترجمة الفورية قائمة ومبدأ التعدد اللغوي الأممي والإنساني معترفا به ولا عادة كذلك اللغة الفلانية تعلو على اللغات كما في غابر الزمان . كما إستمعنا كذلك لخطابات مفوضية الإتحاد الأفريقي ، وعدد من مثلي الجهات المشاركة في القمة ، وقد تلاحظ في هذا الصدد بأن جملة الذين تحدثوا في القمة قد إتفقوا تماما على نبذ الحرب أين ما وجدت واعتماد لغة الحوار أسلوبا حضاريا لتجاوز ومعالجة القضايا والتحديات والأزمات ، مطالبين العمل بيد واحدة لوقف الحرب الدائرة في السودان فورا ، محذرين من خطورتها على الدولة السودانية وعلى دول الجوار . فقط وأن كانت من ملاحظة فهي حول البنية السياسية والتشخيصية والإجرائية لمخرجات القمة خصوصا فيما يلي الجزئية المتصلة بالاوضاع في السودان ، تلاحظ صدور بعض الأشارات السالبة عفوية كانت أو غير عفوية من بعض المتحدثين الذين أشاروا في معرض حديثهم لإحتمالية تطور الأوضاع في السودان إلى حربا أهلية شاملة ، في حين أن المتحدث عن تلك الإحتمالية بيته بمنطق المقاربات السياسية والإجتماعية الأفريقية يعد من ( زجاج ) وكما يلاحظ بأن المتحدث عن إحتمالية الحرب الاهلية في السودان لم يشر من قريب أو بعيد إلى حجم الموانع والإحصنة الطبيعية والمكتسبة التي يتمتع بها الشعب السوداني ترياق مضاد لخطر الحرب الأهلية الشاملة بالسودان ، وهي بكل أسف أمنية وأمالي سياسية ظلت بعض الجهات تسوق لها كبديل تعويضي تآمري على السودان والشعب السوداني العريض العريق منذ قبل إندلاع الحرب ، وفي أكثر من منصة ومناسبة في حال فشل الحرب العسكرية تحقيق الاهداف المرسومة ومن قبل المحاولات الفاشلة لإقحام مخطط الفصل السابع ، ومن قبله فشل مشروع الأستيلاء على الدولة ومقاليد الأمور بالبلاد عبر إداة الدكتاتورية المدنية المحمية بسياج الإتفاق الطارد وليس الإطاري ، لأن كلمة الإطار والإطاري في الفكر السياسي المتقدم وفقه المعاني تعني الرحابة والسعة والإحاطة بالقضايا والتحديات والموضوعات ، ومن الملاحظات حول مخرجات قمة الأيقاد تناقض قيودها الزمنية المتباعدة الخاصة بمساع الحلول تناقضها مع مبدأ الحلول الفورية مثال الفرق بين القيد الزمني للقاء وفد القمة المرتقبة لوفد الرؤساء الثلاثة الذي يجمع بين البرهان وحميدتي والذي حدد له أسبوعان ثم يليه فتح الملف السياسي بعد ثلاث أسابيع ، تخيل طوال مدة القيد الزمني للقاء قمة الرؤساء النار مشتعلة والناس منتظرة حتي ينظر أو لاينظر في وقف إطلاق النار ، في حين تعلم الإيقاد بأن جهود الوساطة السعودية الأمريكية بجدة قد تمكنت من الوصول لوقف إطلاق النار لمدة ٢٤ ساعة بصورة فعالة ، دون أن تجمع الوساطة بين البرهان وحميدتي ، فلم لا تبنى الإيقاد جهدها حول الموضوع على هذه الخطوة المهمة المقدرة بتمديدها بصورة أطول وأفضل على الصعيدين ، وقف إطلاق النار وصعيد فتح المسارات الآمنة لتقديم العون الإنساني ، ومن الملاحظات كيف ترتب دول الأيقاد لعملية سياسية واسعة أو غير واسعة بعد ثلاث أسابيع فبعد طرح العطلات والإجازات وربطها بتحديات الحرب الماثلة فالمسألة تبدو محاطة بأكثر من إستفهام هذا بالإضافة إلى الملاحظات الخطيرة التي دونها الوفد السوداني المشارك في القمة والتي لم تجد أي إهتمام حسب التعليقات اللاحقة لمصادر الوفد ولو فهمنا تلك الملاحظات عن بعد فهي لا تخرج على الإطلاق من إثنين الأول خطر أستغلال وتوظيف منبر الإيقاد بواسطة عدو متصل أو منفصل يسعى ولا يمل السعي لإلحاق الضرر بالسودان وشعبه عن طريق الإنحياز والتحامل أو التآمر عينك يا تاجر ، والثاني لعب دور قتل الميت والمشي في جنازته أو برأي المثل السوداني( حسادك أجاويدك ) فالأفضل سعي الإيقاد والإتحاد الأفريقي ومفوضيته والجامعة العربية والمبادرة السعودية الأمريكية وبقية الشركاء سعيهم اليوم قبل الغد ، ومن داخل البيت الأفريقي والأفريقي العربي للوقف الشامل لإطلاق النار في السودان وفسح المجال واسعا لقديم العون الإنساني للوافدين بالولايات والعالقين بالمعابر الحدودية واللاجئين بالأمصار على شاكلة مؤتمر العون الأنساني لدعم الشعب السوداني الذي دعت له المملكة العربية السعودية ، خاصة والكل يدرك بأن الأوضاع في السودان تعاني تحديات الخريف والناس تبيت ( ام صمنج ، القوى بفتح القاف والواو بالعامية بدون أكل ، وفي العراء والدنيا مقبلة لمناسبات طويلة العطلات العيد الكبير ، فهل يعقل أن تكون عيدية المواطن هذا العام في العيدين رمضان وعيد الأضحى وربما عيد الكريسماس عيديته الرصاصة بدلا عن رصة البلح ونزيف الدم ومعصرات الدموع بديلا لعصير الهناء المنكه بالحب والسلام والتسامح . وبالرجوع إلى بيان الوساطة السعودية الأمريكية الكل متفق بأنهما قد تناولنا الأمور بشفافية وموضوعية وحيادية تتماشي تماما مع الدور والواجب الاخلاقي للوسيط والميسر ، لهم الشكر وفائق التقدير ، فقط إن كانت ملاحظة فهي ملاحظة واحدة وردت في الفقرة الرابعة للبيان السعودي الأمريكي عن وزارة الخارجية السعودية ، وهي ماهي الجهات المدنية السودانية ذات العلاقة حتى يكثف معها التنسيق لضمان مشاركتهم في رسم مستقبل السودان !! هل هم ناس الأتفاق الإطاري ، ام هم ناس الناطق الرسمي بإسم العملية السياسية قبل إندلاع الحرب ، ام هم الذين خطفوا الثورة والجولة والدولة دفعة واحدة بأسم الحرية والتغيير ومكافحة الكيزان والفلول على حد إستراتبجية التمويه والتعمية والإقصاء والإحتكار والإحتقار والتحييد والترهيب السياسي ام هم الذين ستختارهم الآلية الثلاثية بظلها ذي ثلاث شعب ام آخرون من دونهم لا تعلمونهم نحن نعلمهم ، من هؤلاء بالضبط حتى يقرروا في الوضع الإنتقالي والنهائي في السودان ومن أين لهم هذه الميزات السياسية والديمقراطية والحقوقية ، في المثل السوداني المعضية الدبيب بخاف من مجر الحبل ، ومن أمثالهم الدرب حسود بلمك في كتال أبوك ، ومن أمثالهم ده بدبا وده في الدبة ، بمعنى الربوة ، ومن أمثالهم لابدة وفسيها برة ، المثل الأخير يقابل مثل دفن الرؤوس في الرمال ، رمال صحراء كلهاري والربع الخالي ..
ختاما نصيحة للميسرين ونخص بالذكر وزير الخارجية السعودي الدكتور فيصل بن عبدالله بن فرحان وهو وزير من الطراز الأممي نهنئ عبره وليد العهد رئيس الوزراء محمد بن سلمان حفظه الله وعبرهما سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان صاحب المكانة الطيبة وسط المجتمع السوداني سفير الدبلوماسية المتقدمة على حسن بن جعفر ، وكذلك وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الفاعل أنتوني بليكن وعبره لمساعدته موليفي والمبعوث الخاص الأمريكي للقرن الأفريقي المستر مايك همر وعبره للسفير جون غودفري سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالسودان والذي قال في عشية خطاب أعتماده أمام الرئيس البرهان بالقصر الجمهوري بأنه جاء ليكون جزء لا يتجزأ من الشعب السوداني خادما بإخلاص لقضاياه متفهما بعمق لثقافته وتقاليده ولطبيعة قضيته التاريخية وأزمته الراهنة ننصح هؤلاء جميعا بضرورة الإستفادة المثلى والقصوى من نقاط قوة إعلان مبادئ وهدنة جدة خاصة الأخيرة موضوع البيان وكذلك مخرجات قمة الإيقاد وجهود الشركاء الأقليميين والدوليين والذي نراه يتمثل في النقاط التالية
١— التنسيق الفوري بين مقترح دول الإيقاد بجمع البرهان وحميدتي لوقف إطلاق النار الشامل وفتح المسارات الإنسانية خلال أسبوعين بينه وجهود هدنة جدة والأطراف الموقعة التي أنجزت هدنة ال ٢٤ ساعة الأخيرة وبكفاءة وإرادة ومسئولية تامة يضاف لهم جهود الشركاء الأقليميين والدوليين الذين أشير إليهم في الفقرة الرابعة من بيان الميسرين ليعمل هؤلاء بيد واحدة اليوم قبل الغد لإنجاز وقف إطلاق النار الشامل تترافق معه جهود الترتيبات العسكرية والأمنية والمهنية وفقا للقانون وبجهود وطنية خالصة دون أي تدخل وإملاء خارجي مباشر أو مستغلا لآليات وأدوات الوساطة .
تترافق معه خطى التدابير والترتيبات الخاصة بمحور المسار الإنساني بمفهومه الشامل ، تترافق معه جهود ملف العملية السياسية الشاملة التي تجب كافة عمليات الحلول والمساعي السابقة الفاشلة التي دفنت في أجداث الحرب اللعينة وانتهى عزاؤها بإنتهاء مراسم دفنها على ان تستأنف على أنقاض حزنها ومآسيها الخطوات التالية
١– الأعلان عن مشروع مصالحة وطنية شاملة على أساس العدالتين الإنتقالية والدستورية الإنتخابية المستدامة شعاره معا من أجل وطن يسع الجميع بالحق والحقيقة والمحاسبة الصارمة لجميع العقود والعهود منذ قبل ١٩٥٦ حتى تاريخه دون أي إنتقائيات ومتاجرات إنتقائية بحقب الحكومات الوطنية المتعاقبة وكل شاة عندها تعلق من عصبتها وكذلك من رقبتها وفوق كل ذلك حتمية الأخذ بحجية المواطنة المتساوية .
٢– اعتماد الحل الداخلي حل سوداني سوداني بوجود ميسرين ووسطاء عدول مع الاستبعاد التام لكافة صور وأشكال التدخل والتداخل الخارجي سواء بالأصالة أو الوكالة أو بغيرها

٤– محور الترتيبات والتدابير الأنسانية عضوية وآليات وتصور وداعمين وخارطة طريق لتقديم الخدمات الإنسانية
٥— المحور السياسي يدعي له ممثلين من كافة مكونات الشعب السوداني ومرجعياته السياسية الأهلية والمدنية والفئوية الطبيعية دون أي إقصاء ووصايا وتصنيف ومزايدات ، وذلك لإنجاز ثلاث خطوات ، الخطوة الأولى ، وضع الرؤى التحضيرية حول القضية والأزمة وإدارة الفترة الإنتقالية واساسيات الفترة الدستورية الأنتخابية المستدامة ، الخطوة الثانية الدعوة لعقد مؤتمر قومي إنتقالي بعضوية واسعة عقده بالداخل او الخارج لوضع التدابير والترتيبات اللازمة لإدارة الفترة الإنتقالية الدستورية المقتدرة .
٣— الخطوة الثالثة التوافق على مشروع مصالحة وطنية شاملة يخاطب جذور القضية بغية تحقيق الحرية والسلام والعدالة الدستورية الإجتماعية السياسية الإستراتيجية المستدامة في السودان .
٤ — تخصيص حلقة نقاش تحضيرية مع الإدارات العليا للأجهزة والوسائط الإعلامية والفضائيات خاصة تلك المهتمة بالشأن السوداني وتلك الضالعة في الفتن وتأجيج نيران الحرب والإتجار والإستثمار في خرابها ودمارها ومآسيها الإنسانية بأسم حرية الإعلام وذلك فقط لضمان الشفافية وأخلاقيات المهنة . فلا يعقل أنت تبني وغيرك يدمر دون أن يرتد له طرفا
٥— تقع على الميسرين والشركاء على كافة مستويات التنسيق مسئولية توزيع المهام والأختصاص لأنجاح المهمة الاخلاقية الأنسانية السياسية الدستورية الشاملة بالسودان .