الأعمدة

الاحزاب ….. تغيمُ سَمَاوَاتُهُمْ ثُم لا يُمْطِروُن

بقلم : نزار عوض مالك

 

سقطت عنهم ورقة التوت ولم يعد لديهم مزمار ليطربوا به وانفض من حولهم السمار وحتي من تبقي فقد امتثل قول الشاعر حين انشد :
وكل كذوب له أصفياء
وكل خطيب له سامعون
وكل غبي له أغبياء

احزابنا مارست سياسة انا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي واوهمتنا باننا الصم حين قالت وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ…..

اصابها الخرس وهي تري المستشفيات تنتهك والمنازل تسلب والامنين يروعون والغربان تنعق في حقول الجدب والخوف يملاء المدينة باناشيد حزينة لا يقطعها الا صوت الاذان وتراتيل الكنائس بالحب والامل وتتخللها الرجاءات ما بين مسافر ومرتحل ومقيم وجميعهم يغنون بلا موسيقي مع العطبراوي حبيبنا الما منظور ينسانا مالو سافر ودع ما غشانا …. ويردد صدي الرجاءات حتما نعود للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود وتعود ليلي لقيسها والاطفال تردد نحن جند الله ….. مارست الصمت وليته الصمت الجميل …. فبعض الصمت حكمة وبعض الصمت قوة ….

قالها نزار قباني : ويقول المثل ( طابق وافق شن طبقة )

الشاعرُ مخصيُّ الشفتينِ .. بهذا العصرْ
يمسحُ للحاكمِ معطفهُ، ويصبُّ لهُ أقداحَ الخمرْ
الشاعرُ مخصيُّ الكلمات
وما أشقى خصيانَ الفكرْ

ولعل الفيتوري كان بعيد الرؤية حين انشد :

” كلُّهم ذَاتَ يومٍ .. تغيمُ سَمَاوَاتُهُمْ ثُم لا يُمْطِروُن ”

نزار عوض مالك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى