الأعمدة

علاقات المصير المشترك

نجاة الحاج
“هى اخت لنا ليست بجارتنا مصر بعد رباة النخيل ديارى”
رحم الله د محى الدين صابر الاديب والشاعر ووزير التربية والتعليم السودانى ومدير المركز العربى للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) الاسبق الذى صادفتني ابياته من قصيدة عن مصر والسودان وانا اقرا سيرته منذ ان غادر رباة النخيل ( منطقة المحس ) فى مسيرته الزاخرة وهو واحد على من يبحث عن عمق العلاقات السودانية المصرية ان يرجع الى تراثهم مع محمد نور الدين وسيد فرح وعلى البربر واحمد السيد حمد وغيرهم
والعلاقات الاستراتيجية بين مصر والسودان لم تخلق من فراغ بل من عبقرية المكان والزمان والتاريخ الذى صنعه هؤلاء العباقرة مع رصفائهم فى شمال الوادى
فخلقت استراتجية مصالح مشتركة لا يمكن التنازل عنها وفرضت واقع خصوصية لايمكن لباحث فى اهمية تلك العلاقات تجاوزها
ومع اهمية البعد الافريقى والعربى بل العالمى على واقع الازمة الحالية فى السودان وعدم تجاهل اثر ذلك على مسارها الا ان خصوصية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين تفرض ارادتهما المشتركة سياسيا واجتماعيا وامنيا على اية قضية تعالج واقعها على ارض وادى النيل بل يعمل حسابه افريقيا وعالميا اذا ما اريد لاى مشروع يخصها النجاح .
ادراكا لاهمية تلك الحقائق انطلقت مبادرة مصر الذى اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لجمع دول الجوار المهمة والاكثر تاثيرا وتاثرا فيما يجرى في السودان فى قمة اليوم لحل ازمة السودان وايقاف الحرب وعلاج اثارها على السودان وشعبه
والرجل بحكمته ليس بعيدا عن الحلول الدولية والافريقية المقترحة بل مشارك فيها داعما لها ولكنه لقربه وادراكه الخاص لتفاصيل الازمة واسبابها وقدرة مصر ودول الجوار المشاركة بحكم ادراكها لاهمية ايقاف الحرب فى استقرار السودان والاستقرار الداخلى لتلك الدول واولوية مسؤوليتها عن علاج اثار الحرب المباشرة على الشعب السودانى قام بتلك الدعوة
التى يدرك اطراف الصراع والدول الاقليمية والمجتمع الدولى اهميتها فى اقرار السلام المنشود في جنوب الوادى.
وبدخول مصر وجنوب السودان وتشاد وارتريا على الخط المباشر لعلاج الازمة بثقلهم وخصوصا مصر التى تعلم جيدا جذور الازمة ولديها الخبرة الواسعة فى علاج للاضطرابات على حدوها الشرقية والغربية دفاعا عن امنها وامن المنطقة لن تألو جهدا على حدودها الاهم وعمقها الاستراتيجى جنوبا لوقف الحرب وخلق الاستقرار والسلام
ولابد لى ككاتبة وباحثة قلقة على مصير بلدى السودان ان اتوجه بالشكر للرئيس السيسى على دوره الحكيم وان اتوجه عبره للشعب المصرى الشقيق على وقفتهم المشهودة مع اشقائهم فى جنوب الوادى في ازمتهم نتيجة هذه الحرب اللعينة متمنية للشعب السودانى السلامة من كل مكروه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى