الأعمدة

إستحقت هذه الحرب لقب (حرب المكابرة)

إستحقت هذه
الحرب لقب (حرب المكابرة)
بامتياز.. لأن السبب الرئيسي
لها كل مراقب صادق للاوضاع لن يؤشر على فشل
انقلاب ٢٥ أكتوبر سببا لها.. نعم لا سبب
آخر لها وهذا الفشل هناك فئة صعب عليها مواجهته والاعتراف به وظلت تكابر منذ بدايته فعندما اجمع العالم على تسمية ماجرى في ذلكم الفجر بالانقلاب أصرت على أن تسميته (تصحيح مسار) و برغم أن بزور فنائه كانت أوضح من ضوء النهار تعهدته بالرعاية في عناد يماثل عناد من وضع فسيلة نخل في صخرة صماء تتوسط غابات الاستوائية ويريدها أن تنبت وتثمر له بلحا.
فشل الانقلاب لكن تلك الفئة ظلت ترفض الحقيقة الشاخصة
أمام بصرها وتكابر اقتنع من نفذوه بموته وارادوا أن يقبروه واكرام الميت دفنه.. إعترضت تلك الفئة موكب التشيع واقتلعت النعش من بين يدي حامليه
وسولت لها انفسها ان باستطاعتها أحياء الموتي
ونفخ الروح في الجسد المسجي، عبر اغراق العملية السياسية فشهدنا من المبادرات المصنوعة صناعة رديئة ماشهدنا وسمعنا من المسميات ما سمعنا، غير أن روح الانقلاب كانت تتأبي والموت بائن والتشيع الي المسوى الاخير واجب لكنها المكابرة التي انتجت فكرة الحرب؛ علها تكون حربا خاطفة تقصف رقبة من تسببوا في افشال الانقلاب وتنتج واقعا جديد.
بدأت حرب المكابرة وكانت مجموعاتهم تطالبنا بشراء الإعلام وتجهيزها لان الحرب أوشكت على النهايات وحددوا مواعيد احتفالاتهم وميادين كرنفالاتهم وجهزوا قوائم اعتقالاتهم ونصبوا المشانق لاولائك الذين تجب تصفيتهم، غير أن الحرب سارت على عكس التوقعات ونتائجها في الميدان حيرت اعتى المتفائلين واذهلت كل المراقبين والاكاديمين، هو كذلك هذا ليس تهويلا ولا تقليلا .. والمكابرين مصرين على السير فيها كل يوم تستقبل وجوهنا لطمة وهم مستمرين يبيعون الوهم لبعضهم بعضا ويتبادلون التهاني بنصر غائب، لأن بعض الحقائق تصعب مواجهتها يخدرون انفسهم بالاخبار الكاذبة والمعلومات المضللة يطلقون الكذبة ثم يصدقونها.
الواقع يقول ان هذه الحرب لانصر ولا منتصر فيها،بالفهم الاستراتيجي للحروب، وبوقائعها اليومية تساوت فيها احتمالات الهزيمة والفوز، كلا الطرفين انهك وكلا الطرفين خسر سياسيا وماديا وكلا الطرفين يحتاج إلى العشرات من شركات العلاقات العامة لتعيد صورته الي النقطة التي كان فيها يوم ١٤ أبريل ٢٠٢٣.
فالجيش السوداني المصنف هذا العام ٢٠٢٣ بحسب موقع (غلوبال فاير باور) في المرتبة ،75 عالميا والمرتبة السابعة افريقيا وال 11 عربيا اين سيكون تصنيفه العام المقبل هل لك أن تفكر في ذلك ليس لي إجابة على هذا السؤال فلننتظرتصنيفات العام المقبل.
والجيش الذي كان المؤسسة الوطنية التي عليها إجماع من معظم السودانيين هل يتمتع بذات الإجماع الان بالمنطق وبعيدا عن العواطف سأقول لك لا رغم الدعاية الكثيفة التي تقول بعكس استنتاجي هذا والذي بنيته على الاتى: تمثل دارفور ثلث سكان السودان ومعلوم ان للقبائل غير العربية موقفا سالبا من الجيش نتج عن الحروبات التي اشتعلت في الإقليم سابقا والآن فقد القبائل العربية تصبح كتلة تمثل ثلث سكان السودان الآن تنظر للجيش بعين عدم الرضا إن أضفنا إليها ٢١ قبيلة من قبائل النيل الأزرق البالغ تعدادها ٣٥ وبعدد يمثل 7% من سكان السودان الي جانب الكثير من المطالبين باعادة هيكلة الجيش يصبح مجموع الذين يتخذون الان موقفا سالبا من الجيش ينهاز 40% من سكان السودان هذه النسبة يؤخذ ويرد فيها لكنها للتدليل فقط.
اما مليشيا الدعم السريع فخسارتها اكبر بكثير من القوات المسلحة فما بنته المليشيا من مجد داخلي وخارجي خلال الأربعة سنوات الماضية دمرته تماما في أربعة أشهر لحرب هذه.
داخليا بعد الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبها جنودها في حق المدنيين حرقت آمال مؤسسها الذي كان يطمح بالترشح في اي انتخابات مرتقبة لرئاسة الجمهورية ولعل مجادل ما يأتي ليقول من أين لي بأن زعيم المليشيا كان ينتوي الترشح لن ادخل في شروحات كثيرة واحيلك مباشرة الي حوار كانت اجرته معه قناة الحدث في أغسطس او سبتمبر ٢٠٢٢ وسألته المذيعة عن ما اذا كان سينزل في الانتخابات كان رده بأن أوان الانتخابات لم يحن ولكن إذا كانت هناك ضرورة لان يترشح فسيفعل..
بعد الحرب هذه خسر الرجل هذه الضرورة ..
أيضا خسر الرجل صورة حاول بنيانها بأنه الرجل السلام الأول في السودان بعد أن قاد التفاوض في جوبا وعقد العديد من المصالحات في دارفور وتوسط بين مصطرعي جنوب السودان وبهذا أراد أن يقدم نفسه للعالم بشكل مختلف محاولا محو الصورة المرسومه عنه خاصة في الدوائر الغربية ..
اما قواته فحدث ولاحرج باتت الان في نظر الخارج مجموعة اوباش وقتلة لايأبهون لقواعد الحروب ولا للقانون الدولي والانساني وتوالت عليها الادانات من كل حدب وصوب حتى باتت تشبه بمليشيا جوزيف كوني في اوغندا ومليشيا “موبوندو” في الكنغو..هذا الي جانب الكره المتأصل في نفوس الناس تجاهها من مسيرتها في دارفور مرورا بجريمة فض اعتصام القيادة.
اقتصاديا يكفي ان نقول باتت اهم شركاته (الجنيد) عليها عقوبات أمريكية وأوروبية.
رغم هذه الخسائر الكبيرة لكلا الطرفين نجد أنهما لايزالا مصريين على الاستمرار في الحرب التي قتلت ما لايقل عن ٩ آلاف مدني وجرحت عشرات الالاف وافقدت العاصمة بنيتها التحتية كاملة .. هل هناك مكابره اكبر من هذه
#قلبي_على_وطني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى