الأعمدة

بمناسبة #اليوم العالمي للصحافة .. (1) سأحاول الحكي عن بعض المواقف التي لا أنساها في حياتي الصحفية ..بإختصار.. فائز ديدي

“اذا اتسترت معاي شبكة النت”
آملا أن يوفقني الله في تضمينها في كتاب ، بالتفاصيل إذا استطعت الي ذلك سبيلا ..
“.. كنت أطالع أحدي الصحف وانا في مطلع العشرية الثانية من عمري ..
وكنا نركز أكثر مع الصفحات الرياضية ، لفت نظري إعلان بإحدي الصحف الرياضية تطلب فيه صحيفة الملاعب محررين صحفيين جددا ..
وكان صاحبها وناشرها الراحل الأستاذ المعتق أحمد محمد الحسن – نسأل الله له الرحمة والمغفرة – وكان من الجيل الذهبي للصحافة السودانية ..
كاتبا نحريرا ، في السياسة والأدب والرياضة..
ومتحدثا لبقا في كل المنابر والندوات ..
وأراد الأستاذ أحمد – رحمه الله- تحويل الصحيفة من الصدور الاسبوعي ..
ومرتان او ثلاثة في الإسبوع ”
كحال الصحف الرياضية ومعظم الصحف السياسية آنذاك” لتكون صحيفة يومية..
شجعه علي ذلك استيراد شقيقه عبد الله الذي كان يعمل بجدة مطبعة خاصة بالصحيفة ..
وقد أقيم احتفال خاص بهذه المناسبة ودعي له السيد محمد عثمان الميرغني ولكنه اعتذر لظروف خاصة ، ومعروف عن أستاذنا احمد محمد الحسن ،أنه كان “اتحادي ديمقراطي” ..
ويتبع للطريقة الختمية شأنه شأن معظم أهله الكوارته..
علي ما اذكر أن الصدور اليومي لم يستمر إلا لأيام معدودة ، ويبدو لأسباب فنية خاصة بالمطبعة لم تتناسب مع الصحيفة ..وأنوه هنا أن الصحيفة الرياضية الوحيدة التي نجحت في الصدور اليومي آنذاك (منتصف الثمانينيات) ولفترة طويلة كانت (المنتخب) للناشر والصحافي الكبير @محمد فرح عبد الكريم..
حين طالعت الإعلان ، سارعت بإبلاغ إبن خالتي وصديقي توفيق ابراهيم ماهر ، لمرافقتي فقد كنا لا نفترق ، وذهبنا بالعنوان الي مكاتب الصحيفة بعمارة ابو العلا القديمة غرب ميدان الأمم المتحدة سابقا (واحة الخرطوم) حاليا وأمام مطعم الاخلاص الشهير ، العمارة كانت تعج بحركة دؤوبة لاتتوقف،وتضم مئات المكاتب لتجار ،ومحامين ومعاهد وصحف ، ومنها (صوت الشارع) التي كانت ذائعة الصيت…وتضم كوكبة من كبار الصحفيين بقيادة الراحلين – رحمة الله عليهم – حسن عز الدين ومحمد أحمد دسوقي وعبد المجيد عبد الرازق ووديع خوجلي وعبد المولي الصديق ، وعبده الحاج ..
وكمثل أي شاب مقبل علي عمل والحكاية فيها معاينات ،كنت مرتبكا ومتوترا ، خاصة وأنني سأقابل أستاذ كبير وفخيم مثل الأستاذ أحمد محمد الحسن لأول مرة، وكلما اقتربنا من مكتب الصحيفة ، ازداد توترا ، ولكن تشجيع مرافقي هدأ من روعي ، توكلت علي الحي القيوم ووجدت أمامي عددا من المتقدمين وكانوا أكبر مني سنا منهم خريجين من جامعة الخرطوم وفرع القاهرة ، وأذكر أن المدير الإداري كان هو الأخ سيف الدين عبد الله يقوم بعمل المعاينات ..
هذه المقابلة لم ترق لي رغم أنني كنت واثقا من الإجابات وكانت معظمها شفهية ، فأنا طالب الثانوي – صغير السن ، كيف سأنافس هؤلاء الذين يفوقوني سنا ويحملون شهادات البكالريوس “هكذا حدثتني نفسي” ..
غبت لعدة أيام وبي شئ من إحباط ، وفكرت في الإتصال بهاتف الصحيفة بعد تردد ، وبالفعل ،رد علي الأستاذ أحمد محمد الحسن ، وفوجئت به يصرخ بأعلي صوته : ” يا فائز وييين أنت” ؟ ..
صعقت من المفاجأة – “من أنا حتي يطلبني أستاذ احمد بهذه العجالة” ..
هذه المكالمة كانت هي معبري الي عالم الصحافة ..
ولكن بعدها بفترة ، وأنا ابدأ مشواري الصحفي بعد اكتساح منافسي في المعاينات ..
اكتشفت سرا غريبا بعد تلك المكالمة ، وأجمل صدفة ..
وهذا ما سأتطرق له في الحلقة المقبلة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى