الأعمدة

السودان في اخطر المراحل علي الإطلاق..

بقلم : خليل محمد سليمان

 

بعد سقوط الجنجويدي رئيس النيجر امام عرب شتات النيجر واحداً من خيارين..

* تشاد

و هذا الخيار يبدو صعب في هذه المرحلة في الشكل الظاهري، لأن النظام في تشاد متماسك بعض الشيئ و مدعوم دولياً بشكل فعلي بجيوش علي الارض.

ايضاً النظام التشادي يمثل قبيلة، و هذا يُعتبر تحدي في القتال، و المواجهة، مما يصعب المهمة بعض الشيئ.

تشاد تُعتبر هدف إستراتيجي بالنسبة لهم، و تمثل العمق، لذلك خيار المواجهة يظل مؤجلاً، و المعلوم ان وجودهم هناك مؤثراً، و ظاهراً في كل المستويات.

* السودان

السودان بالنسبة للجنجويد ” عرب شتات الصحراء” هو الميدان، و الجبهة، يعني الخيار الاسهل لأنه يمثل مواجهة مفتوحة بالامر الواقع.

لذلك سيكون كل تركيزهم علي الحرب في السودان، و هذا يمثل كرت البقاء او الفناء بالنسبة لهم، اما معركتهم في النيجر فهي خاسرة لذلك كانت عينهم علي الخرطوم و إنتصار حميدتي قبل سقوطهم هناك.

نعم طرنا فرحاً بسقوط رئيس الجنجويد من حيث الظاهر، و لكن في الحقيقة سيمثل ذلك ضغطاً علي السودان، و سيكون السودان وجهتهم الحتمية للإنتصار فقط.

الإنقسام السياسي، و الصراعات، و تصدع الجبهة الداخلية في السودان سيسهل مهمتهم كثيراً..

ستشهد الايام القادمات تدفقات كبيرة للجنجويد علي السودان، و سيرموا بكل ثقلهم في حرب الخرطوم.

عامل آخر يعزز ثقتهم في التركيز علي السودان، هو فاغنر، و ما ادراك ما فاغنر حيث ظهر قائدها في قمة روسيا، و افريقيا مبشراً بعودة قوية الي افريقيا، بعد ان تم تجميد عمله في أوكرانيا.

من الآخر..

لم تعد هذه الحرب مجرد تمرد لقوات الدعم السريع علي الجيش، او كما يرى بعض الحالمون!

المسألة اكبر من ذلك، فهي صراع دولي كبير تُستخدم فيه آليات لا تعرف القسمة او انصاف الحلول، و اكرر خذوا العبرة من منهجية التدمير الشامل للخرطوم التي تمثل الدماغ، و الرئة بالنسبة للسودان.

اختم بنداء عله يجد آذاناً..

الإخوة السياسيين، و العسكريين، و الشعب السوداني قاطبة، من لم يرى منكم هذه الحقائق فهو واهم..

ابحثوا و بوجه السرعة علي صيغة تلم شملنا لمواجهة خطر وجودي يهدد بقاء الدولة التي نختلف علي تفاصيل فيها..

سيذهب ريح السودان، و هذه ليست إستنتاجات، او توقعات.. الواقع الآن و تفاصيله تقول ذلك.

اكرر.. نحتاج الي مبادرة تقفز علي كل الخلافات السياسية، و التباينات العرقية، و الثقافية، و الدينية، و الحزبية، لننتصر اولاً للدولة السودانية التي تحتضر الآن، و بموتها سيُعلن موت الجميع، و الي الابد.

اكرر..

الحماقات، و التعنت هي اقصر الطرق الي الجحيم..

اللهم قد بلغت فاشهد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى