الأعمدة

الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الفنان كمال كيلا (1) كمال كيلا المحامي الذي كان يترافع بالموسيقى والالحان

" لم أكن اعرف بان في افريقيا فنان لديه مثل ثقافة كمال كيلا" مريام ما كيبا الفنانة العالمية الجنوب افريقية " " أن كمال كيلا يعد أحمد الرموز الذين شكلوا التاريخ الفني العريض " شرحبيل احمد.

اليوم 2/1/2024 تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثالثة لوفاة فنان الجاز السوداني كمال كيلا والذي كان أحد أعمدة فن الجاز في السودان وعاشق للسودان والسلام وكانت اغلب اغانيه تدعو الى وحد السودان ونبذ الحروب والدعوة الى السلام حتى لقب بحمامة السلام، كان كيلة فنانا مثقفا يحمل شهادة المحاماة من جامعة القاهرة ويجيد التحدث باللغة الفرنسية التي درس بها القانون واللغة الإنجليزية التي كان يجيدها مثل أهلها تماما الى جانب اللغة العربية
في مساء السبت 2/1/2021 توفى الفنان كمال الدين عثمان على كيلا المشهور بكمال كيلا عن عمر يناهز ال 73 عام وهو في طريقه الى مستشفى بحري وقد كان المرحوم كمال كيلا مريضا يعاني من جلطات في الراس منذ العام 2005 تسببت في فقدانه الذاكرة لعدة مرات ويحكى انه في مرة من المرات كان فاقد الذاكرة تماما فزاره الفنان الانسان ابوعركى البخيت المشهور بتواصله و تفقده لزملائه الفنانين نسال الله ان يمنحه الصحة و طول العمر واصبح ابوعركى يدردش مع كيلا و يحكى له عن زملائه الفنانين وبعض المواقف والإنجازات التي قام بتحقيقها كمال كيلا وحينها نشطت ذاكرته وعاد يتذكر بعض الأشياء مرة أخرى . وكان كيلة طيلة فترة مرضه يشكو من التجاهل والإهمال من قبل الدولة وعدم اهتمامها بالمبدعين الذين اثروا الحياة الثقافية وشكلوا وجدان الشعب السوداني بجميل الاعمال.
كمال كيلا كان مشهورا بحبه للسودان الوطن الواحد الكبير بكل مكوناته الاثنية و القبلية والتي انعكست في ذلك الثراء الثقافي و الغنائي الكبير وربما يعود ذلك في ان كيلة نفسه كان نتاج هذا التلاقح و الانصهار و الانسجام في السودان فهو من اب ينتمى الى قبيلة الشلك في جنوب السودان ( قبل الانفصال) وام من المحس في شمال السودان وولد وعاش و تربى في شرق السودان وعشق ثقافات و ايقاعات غرب السودان ولذلك كان من اكثر الناس حزنا بانفصال جنوب السودان وكان ساخطا بصورة عامة على الكيزان فقد كان يرى انهم قد دمروا اكثر الأشياء التي كان يحبها وهو السودان وموسيقى الجاز
ولد كمال كيلا في مدينة كسلا الخضراء في العام 1948 لوالد ينتمى الى قبيلة الشلك تعود جذوره الى مدينة فشودة المشهورة في اعلى النيل جنوب السودان وكانت تعرف باها عاصمة مملكة الشلك وفى هذا المنحى فان كمال كيلا يتشابه مع زميله الفنان الراحل رمضان زايد في الكثير من الأشياء اذ ان كلاهما ينتميان الى قبيلة الشلك احدى اكبر قبائل جنوب السودان وذلك بالرغم من ان رمضان والده زايد جبريل ينتمى الى منطقة العباسية تقلى جنوب كردفان الا ان والدته عليها الرحمة خديجة نان دينق كانت شلكاوية من ملكال ويبدو ان الانتماء الى الشلك المشهورين بالتعبير عن افراحهم و اتراحهم وكل مناسباتهم بالرقص قد لعبت دورا كبيرا في تشكيل رمضان زايد و كمال كيلا فهما كانا من رواد الغناء الاستعراضي ومزج الغناء و الموسيقى بالرقص وان اختلفا في لونية الغناء فرمضان كان من رواد الاغنية الوترية ( الأوركسترا التقليدية) وصار له فيها جمهور حتى اطلقوا عليه لقب ” ملك التم تم ” اما كيلة فقد كان من رواد فن الجاز الذى يعتمد على الالت النحاسية التي لم تكن مستخدمة في ذلك الوقت في الأوركسترا , , كان والد كمال كيلة يعمل في قوة دفاع السودان و اصبح بعدها مأمورا كثير التنقل من مدينة الى أخرى وقد تم اسره ابان الحرب العالمية الثانية في ارتريا و عاد بعدها وتقاعد في المعاش حيث طاب له العيش في كسلا , ووالدته هي السيدة سكينة عوض مالك من المحس شمال السودان , وكان كمال في صغره متعلقا بخاله الأستاذ عبدالمجيد عوض مالك حيث تجول برفقته في شرق السودان خشم القربة و قلع النحل ووقر . في المرحلة الثانوية سافر الى الخرطوم و سكن في حي المردة العريق حيث يوجد منزل ال كيلا الكبير و العريق والتحق بالكلية القبطية ومن ثم الى جامعة القاهرة فرع الخطوم (جامعة النيلين) في كلية الحقوق وفيها ابتدأت مواهبه الموسيقية في الظهور حتى ان مدير الجامعة وقتها الدكتور طلبة عويض اقترح عليه السفر الى القاهرة واكمال دراسته فيها و دراسة الموسيقى أيضا وكان كيلا قد انهى دراسة السنة الأولى و الثانية في الخرطوم وتبقت له السنة الثالثة والتي قرر ان يدرسها في القاهرة بجانب دراسة الموسيقى , ويذكر كمال كيلا انه في القاهرة فوجئ بان دراسة الحقوق تتم باللغة الفرنسية والتي كان لا يعرف عنها شيئا فبذل مجهودا مضاعفا من اجل التغلب على هذه المشكلة وفعلا استطاع اكمال الدراسة و التخرج بدرجة جيد تؤهله للعمل كمحامي محترف ويقول كيلا انه لازال يذكر ان الممثلة الراحلة زبيدة ثروت كانت زميلته في الكلية ونشات بينهما صداقة استمرت طويلا , وبعد التخرج اصبح كمال كيلا محامى كامل الدسم يستطيع ان يمارس المهنة بكل ارتياح بعد حصوله على المؤهل المطلوب ولكن يبدو ان حب الفن و الموسيقى كان اقوى فيقول كيلا ان دراسته للقانون قد افادته كثيرا في حياته الخاصة فهي ترشدك الى مالك وما عليك و تجعلك تلتزم بالقانون طوال الوقت ويضيف انه بدلا عن الترافع بالقانون في ساحات المحاكم فانه الان يترافع و لكن بالموسيقى في المسارح والقاعات !! وفى القاهرة لمع نجمه كمغنى له جمهور من خلال اشتراكه في الغناء مع فرقة على كوبانا النوبية والتي كانت تؤدى أغاني خفيفة راقصة على السلم الخماسي ومن المعروف التأثير الكبير للموسيقى و الغناء السوداني اذ على اهل النوبة المصريين قديما و حتى الان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى