سياحة في رواية ايام الشدو الاخيرة للمبدع صديق الحلو
محمد الفكي عبدالرحيم/رابطة سنار الأدبية.أغسطس 2023
في رهط ممن أدركته حرفة الأدب كانت رقابنا تشرئب لإعلان نتائج جائزة الطيب صالح العالمية في الإبداع الكتابي في دورتها التاسعة أطل علينا (صديق الحلو ) يحمل حلوى الإبداع بروايته (ايام الشدو الاخيرة) كان ذلك في قاعة (لبدة) ببرج الفاتح وكانت فرصة لنلتقي باخوتنا ممن أدركتهم عدوى الأدب فقد خلقت الجائزة مناخ طيب للتثاقف عجزت عنه الأجهزة الرسميه . في صفحات تجاوزت الثلاثين بقليل هي أوراق من ايام المهديه الخالدات . اختارها الكاتب في (كبسولة) كاملة الدسم في لغة بازخه وتقنية عاليه أظهرت تطورا وتقدما ملحوظا مقارنة بما طالعنا به الكاتب في ملاحق الصفحات الأدبيه بالصحف السيارة يستعمر (الحلو) المفردة ويطوعها ثم يوظفها في خدمة المضمون فهو يروي وقائع ما حدث وهو قريب من المنبع فقد حمل أجداده رايات المهديه الخفاقه مغنا فمغنى فهو يروي صدى تلك الأيام حلوها ومرها (لم ننهزم ، لكنهم غلبونا بقوة السلاح ) هكذا شهد وينستون تشرشل في كتابة (حرب النهر) والحق ما شهدت به الأعداء . الأحداث تسارعت خذلنا الأصدقاء . انهار التجانس القديم . بذور الخلاف والشقاق كانت بداية النهاية . هنالك طموحات غير مشروعة . ابطال بلا زاد في معركة خاسرة ، إسراف في القسوة في اختلاف الرأي فظائع المتمه ، بوادر المجاعة لاحت في الأفق . أرى في الأفق نبتا يرفع الترب وشيكا في حد الابره و ازني الفأر . فصديق الحلو مؤهل ليخرج لنا ملحمة ليغوص في أعماق التاريخ ليخرج لنا دررا تقف شاهده على تلك الحقبة الذهبيه بنفس الأديب لا برؤية المؤرخ الذي يغض الطرف أحيانا أو تصيبه هاء السكت فيسكت .