الأعمدة

*عندما حلت أسراب طائر الهوى . ( ٣ ) : الاستاذ صلاح محمد الحسن

في سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كان طائر الهوى يتحاشى الدكتور الترابي ويعمل له ألف ألف حساب ،
ولم يكن الترابي يدور بخاطره أن طائر الهوى جناحه هوى ليخرج أفراخا تلتف حول تنظيمه وحول جماعته أو أن تصيبهم شهوة الدنيا ومتاعها فينقبلوا عليه وعلى تنظيمه .
ترى هل أصابتهم دعوة الترابي ، وما حل بهم ، هل هي واحدة من دعواته .؟
أم ترى من الذي أضاع دولة المدينة المنورة التي كان يحلم بها الدكتور الترابي ؟
( ع ، ب ، ون ، وع ) الرباعي ومن شايعهم من التكتل الذي يشبه تكتل اللوبي الصهيوني لماذا فعلتم فعلتكم المنكرة مع شيخكم الترابي .
وتمضي الأسئلة حائرة :
أتراهم من طينة غير البشر ؟
أم تراهم غير سودانيين؟
أم هم عفاريت من الجن .؟
إذا كانت حجتكم ودعايتكم التي نشرتموها بين الناس ضد الترابي ( بأن الترابي يريد ان يحكم ) وأنتم تعلمون انه لا ينوي ذلك ، وخاصة أنه كان ينوي فتح أبواب الحريات ، لكنكم كنتم تخافون من أن يبعدكم عن السلطة ،
لأنه كان يتمتع بصلاحيات حتى على مستوى الحزب السياسي المؤتمر الوطني فقد كان الأمين العام المنتخب وعلى ضوء ذلك تريدون ان تبعدوه . فليحكم الترابي ، وهل يضيركم شيئا في ذلكم إذا حكم ؟
ألم يقل ذهبت إلى السجن حبيسا وذهب إلى القصر رئيسا ؟ من الذي أتى بكم ؟ فهو شيخكم وقائدكم ومعلمكم أكثر خبرة ومعرفة منكم .
يكفي أنه كان الأمين العام لتنظيمكم الإسلامي الذي قضى فيه عشرات السنين من عمره ووضع فيه بصمات وإضافات ملموسة على مستوى التنظيم داخل السودان وخارجه .!!
لقد سجنوا الترابي وأتعبوه وضايقوه وشردوا
جماعته وسجنوهم عشرات السنين ( أين الملقب بعصفور الجنة ) بعد أن قضى عشر سنوات من عمره بالسجن .؟
وفعلتم فعلتكم بكل من وقف في صف شيخكم الترابي من عزل وإقصاء وإنهاء خدمات وتشريد من الوظائف وتعذيب وقبض وسجن .
ثم كان أن ندم الدكتور الترابي على الاستعانة بالعسكر وخيانة الإخوان له .
أتذكرون الدكتور ( ط ، م ) الشخصية الكفاءة الأمنية عندما تحدث بمسجد جامعة الخرطوم يستنكر تلك الأفعال وأجهزة الأمن تقف جوار المسجد لتعتقله بعد حديثه ، فيخبره أحد المستمعين إليه وهو الدكتور ( ب ، د ) بعد أن علم أن أجهزة الأمن تريد اعتقاله فتصدى لهم وأقنعهم أنه سوف يسلمه إليهم بعد حديثه ،
لكنه أخرجه من الباب الخلفي ومن هناك خرج من السودان إلى دولة يوغندا ليعيش فيها بقية عمره ومعه أسرته وقال كلمته ” إنه لن يأتي إلى السودان نهائيا ” ومازال يعيش هنالك مع أسرته في يوغندا حتى الآن .
ثم ماذا بعد .؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى