الأعمدة

الحرية والتغيير.. والتأرجح مابين التراجع الإعلامي و ونسبية النجاح السياسي و الدبلوماسي..!

في غمرة استنفار واستثمار لكيزان لعاطفة غالبية الناس تجاه مساندة القوات المسلحة في حربها ضد ضناها العاق بتمرده عليها لتصب حملتهم الإجرامية بنجاح وفق منهجية مدروسة في سبيل خدمة مشروعهم التدميري بتوسيع رقعة الحرب واطالة امدها لتكسير اجنحة طرفيها معا والبلوغ بهما الى حالة العجز عن التحليق ليخلو لهم الفضاء وحدهم بعد ان ينبت ريشهم المنتوف وهم بعيدا عن اجواء الحكم!
فنجد مقابل ذلك الاحراز الفلولي قصورا وتراجعا اعلاميا واسفيريا من طرف قيادات الحرية والتغيير في مواجهة هذه الهجمة الشرسة لاسيما على المستوى الداخلي وقد حقق (الاسلامويون) قصب السبق استغلالا لفورة الحماس الجماهيري الذي تحرك بنوازع اخلاقية لا تقبل المساومة حينما نفخ في بالونها اعلام الفلول و ابواقه المنتشرة على امتداد الأثير وقد كان له اثره البالغ في إزكاء ذلك الشعور بان الامر اصبح إما ان تكون مع الجيش بما له من وضعية اعتبارية وبما عليه من شوائب الاستلاب الانقاذي الكيزاني واما ستصنف تحفظاتك حيال عبثية حرب الجنرالين بانها خيانة وعمالة و ممالاة مقنعة لقوات الدعم السريع بكل بشاعة سلوك عصاباته او تسهيلها لموجات النهب والتعدي التي تراها الحرية والتغيير من تداعيات الحرب التي لولاها لما حدث كل هذا وهو ما يستوجب السعي لايقافها من كلا الطرفين( العسكريان) وقد سقط في فجوة صراعهما المدنيون وتحطمت عظام طمأنينتهم وتمزقت لحمة استقرارهم!
ولكن ليس من المعيب اطلاقا ان نعترف بشجاعة وتجرد من كل ولاء لاي طرف او خوف من لومة لائم وبمواجهة الذات انهم اي الكيزان والفلول قد سجلوا أهدافا دعائية كثيرة في تشويه سمعة الحرية والتغيير واقواها اختراقا لمرماها وهز لشباك براءة (قحت) هي الباسها جريمة التسبب في الحرب بتبني الاتفاق الاطاري وهو بالطبع عمل انساني ليس مبراء من الهنات الاجرائية والتعنت بالإصرار على تضيق ماعونه وخروج عدد من احزاب تحالفها مغاضبة على خلفية بعض الملاحظات مما اضعف من بنية (قحت) وزاد من حشد اعدائها وتماسكهم لصرعها ونجحوا في الدقائق الحرجة من الجولة الاخيرة بعد ما اقتربت هي من اكمال مشروعها الإطاري ولو الوصول عبره و بكل علاته الى اول طريق الحكم المدني المنشود.
وعلى الرغم من التطور في الموقف الدبلوماسي للحرية والتغيير اقليميا ودوليا في تبيان رايها الرافض للحرب مبدئيا و عمليا والدعوة الملحة لايقافها كخطوة هامة للمضي في مراحل ما بعدها على مضمار الحلول السياسية وهي نقاط حسبت للحرية والتغيير ايصا على المستوى السياسي.

ولكن مثل إفادات محمد الفكي سليمان الاخيرة لقناة الجزيرة حول ضرورة تأمين مستقبل ما تبقي من قوات الدعم السريع في تركيبة المنظومة الامنية بعد كل افعالها التي ندد بها القاصي قبل الداني.. هي من دون شك سقطة ثورية جانبه فيها التوفيق نصا ومعنى. وكان لزاما على( قحت) ان تنوه الى انها تمثل فهمه للأمر من الزاوية الشخصية او هي راي حزبه على اقل الفروص الذي يمثله في تحالفها ان كان مفوضا للإدلاء بها وبتلك الصيغة المربكة حقا.!
وهو ليس راي التحالف الرسمي ولاهو معني بما قاله الرجل !
مثلما تنصل جبريل ابراهيم وباسم حركته علنا من تصريحات نائبه سليمان صندل الذي اتهم( الإسلاميون) دون ان يسميهم ولكن باشارته مفهومة ومن طرف خفي واتهمهم بالسعي الى صب مزيدا من البنزين على نار هذه الفتنة التي لم تبقي ولن تذر اذا ما اتسعت دائرة حريقها . واشار بالتلميح وليس التصريح انهم هم من اشعلوها بهدف ان تعود بزمان حكمهم الٱفل!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى