الأعمدة

من يصنع القانون …

ذهبت لااحد المحامين الكبار وطلبت منه ان يرفع لي قضيه ..
تسأل باهتمام ماهي مشكلتك بالضبط..
قلت له انني وقعت في ازمه ثقه ..نعم وقعت في ازمه ثقه قلبت حياتي كلها فحاربت لكي لااكون ضعيفه وانتصرت لنفسي وخضت اصعب حرب لاجل البقاء بمظهر القوه هذه .
وعندما انتهيت انهرت .وتعبت .لانني ببساطه خسرت اهم شئ فيني خسرت قدرتي علي الثقه فيمن حولي وقدرتي علي الثقه في نفسي ..
اريد ان ارفع قضيه علي كل من خان ثقتي واستغل طيبتي وداس علي روحي ..
صمت قليلا وقال لي القانون لايعرف شئ كهذا وفي حالتك تلك نقول دوما ان القانون لايحمي المغفلين …
ساعتها فقط تسألت كثيرا من يصنع القانون اصلا اهم نفس البشر المخلوقين من قلب وعقل
وكيف وضوعو المشاعر جنبا وصوبو العقل الي سهام احكامهم
ومن اين ياتي السارق ..والقاتل ..والكذاب …انهم ببساطه صناعه عقدهم وقسوه ظروفهم
فكل مجرم قاسي تحجر قلبه كان في ازمه ثقه .
وكل سارق اصطحب اسبابه ليصبح عديم الرحمه مقتول القلب
وكل كذاب ضاع بين الخوف والجبن فااختار الكذب والتوهان ..
وكل انسان عاش اوجاعهه وحده فقط فلا احد يقدر ان يتحمل معك اوجاعك وصفعاتك المميته …
وكل درب ضم رفاق واحباب غدرهم خذلان نواياهم فقتلو اقرب الناس اليهم دون رحمه
ومن قال لك ياسيدي ان بتر الاطراف وتعليق المشانق والسنوات المؤبده عدل واصلاح
ابدا انهم كلهم وقعو في ازمه ثقه غيرت ملامحهم
قلوبهم مشحونه بالاهات وعقولهم تشوهت بفعل من حولهم فباتو مجرد اشباح يدورون في فلك قانونك الاعمي الذي رصد مواده من عثراتهم وجعلك اليوم تلبس سترتك السوداء لتدافع عنهم وانت في الاصل لاتعرف شئ عن قضيتهم ..
انا اليوم ادركت اننا نراهن علي البقاء في الحضيض ونخصم من قدرتنا ليبقي قانونك يحكم
ويطلق علينا لقب الاغبياء .
ونحن فعلا اغبياء لاننا لم نبصم علي القانون بقلوبنا واخترنا القسوه والحزم علي اللين والرحمه
وتركناك انت وقضاتك تطلقون احكامكم علينا وترغموننا علي الغياب قسرا ..
انها ليست قضيتي انا فحسب بل قضيه مجتمع كامل تصنعه ظروفه وتربيته وسلوكهه وقانون وضعتموه انتم فوق لوائح الانسانيه وفجرتم في تطبيقه كانكم انتم كاملون
كان قلوبكم اصبحت مثل الحجر لاتنفع ولاتضر ..
ماذا لو صرخت في وجهه الناس انني اريد حقي في السلام النفسي وشريعتي في البقاء علي حبل الثقه
ماذا عن الاحتياج للامان ولقدرتي علي العطاء بعقل وقلب سليمين ..
اين قانونك ياسيدي ونحن نترنح علي مذابح بعضنا ونسجل كل يوم جريمه وجع وخوف ونفاقم تعداد سجنائكم بحكم قانونك نفسه ..
اذا كان الله يرسل عدله لكل ظالم وخائن فكيف تحجبونه بعماء قانونكم ..
اذا كان القانون لايحمي المغفلين ….
فاانتم احق بتلك العباره لانه بالاصل صناعتكم ومن صلب عملكم ..
وانها لواجهه تخصكم وحدكم ..
نحن نحيا علي فطرتنا ..نعشق الناس لانهم منا …نثق في الكل لانهم يستحقون ..نتغافل لنمضي بسلام ..
فمن يصنع القانون في وطني ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى