الربيع في كوستي
في عهد الجاك الثاني. كوستي كمدينة بهيه… مليئة بالتثاؤب والشتاء يجرجر اذياله للمغادرة. غازية الليل والريح والمطر أصيبت بالزهايمر. وامتلات بالضجر. وزينب منصور زهدت في نسج الحيل الصغيرة والمكائد وذاك الحسد.وابن الوليد مازال في ضلاله القديم. نشأ جيل جديد. راكب الراس مشيد من العناد ويسير في اتجاه واحد لايعرف التراجع أو الهزيمة. ماعادت تكتيكات الجيل القديم تجدي نفعا.. غلاء طاحن وتضخم يسد الطرق. ووباء الكرونا جعل التواصل مجازفة تتحدى قيم المجاملة في المدى السوداني الرحيب. في وسط كل تلك الظروف جئتها….
مازالت ابية وكريمة… ومازال شعار الناس البتفولحلك اتبوهملوا.. والرياح تهب بذاك الاريج العطر وسنابل الذرة محملة بالخير الوفير. الغناء ذات الغناء في الزمن الجميل. يداعب الأشواق القديمة والشجن. وكوستي مدينة يحبها أهلها حتى الوله. لاتحب القهر وتتطلع للمستقبل باشتهاء. رغم هذا الضنك الا انها مازالت تقاوم.
وتدعم خصوصيتها
في الثقافة كما الرياضة. الفن والإنتاج…..وتضيء الذاكرة بذاك الوهج والناس تتطلع للأفضل. واللحظات غنية وندية تدعوك أن تقول شعرا.. استعن بجراتك ولاتهاب.. تدفق كل ذاك الحنين.. والشجن الوافر ورغم الوباء والتضخم والغلاء الناس يتزوجون.. يتناسلون وينجبون.. والجيل الطالع يحفر مفرداته يخط تجاربه… ينعش الحياة ويرفدها بالدماء الجديدة.. يغادر التمزق بالأمل يتجاوز الخيبات بطموح لايحد. تصوف أحمد طلحة.. وصار محمد احمد أكثر حكمة و رزانه… وعثمان أضحى كثير التجربة والمهابة. ترك الشباب حلم الهجره ويسعون لزراعة الأرض. قل الرفض والتمرد استهلكتهم الحياة الواقعية. وسماء كوستي مازالت ترفرف فيها تلك السحابات الندية والقماري على أشجار الفايكس تقوقي على الحبيب الغائب. وكوستي ستظل مدهشه بحكايات صائدي الأسماك على النيل وساكني الرديف وحي كادوقلي. و زندية وحي القش والمحافظ دقس. فضيل يكتب شعرا ولاينشره… سيأتي يوم نشره لامحاله والتوم مازال مواكبا وكذلك الفاروق.غربال وعبدالله الشاعر.وموسى الإمام . صحيح كل الأحلام لم تكتمل. ولكن مناسبة زواج الامير محمد احمد ضاجة بالغناء والحياة والحب جعلتهم يسكبون عاطفة جياشة.. هل يمكن استرجاع الماضي الذي تتخلله لحظات الصفاء والشجن المصفى…كالشهد. وذاك الالق. هنيهات من النسغ كاخضرار اليخضور… هدب من الخيال. بوتقة من الوجد والوله. لحظات الإشراق تتطلب الصمت كقبلة بين عاشقين… لتأتي النفحات متواتره تعم الوجدان…. الفؤاد والخاطر.
……..