الأعمدة

الإشارة جاي وله جاي؟

رحم الله استاذنا الفنان التشكيلي والشاعر المجيد الدكتور عبد العزيز سيد احمد والذي كتب رائعته التي تغنى بها الفنان الراحل خفيف الظل محمد حسنين الشهير بابي سريع.. طيب الله ثراهما.. والتي يقول مطلعها..
يا سايق البوباي..
الإشارة جاي وله جاي..
وكلمة البوباي ربما كانت تطلق في تلك فترة الستينيات الخصبة من تاريخنا المعاصر على نوع من السيارات التي تفضلها النساء لمميزاتها العديدة.
ولعل الشاعر بذكائه الثاقب اراد ان يستخدم تساؤله ذاك كنوع من الكناية أوالتورية لاحدى الفتيات التي يبدو انها كانت تراوغ في تلاعبها بمشاعره مثلما تفعل بعض السيدات لمن يتعقبن اثناء قيادة البوباي فيظهرن له الاشارة الضوئية الخلفية الخاصة بتحديد الاتجاهات يمينا بينما يغيرن اتجاه السير بالإنعطاف الى اليسار !
وكذلك ظل يفعل الفريق اول عبد الفتاح البرهان وعلى مدى سنوات توليه قيادة الجيش ورئاسة مجلس السيادة.. وحتى اخر خطاب له في قاعدة فلامنجو البحرية بالساحل الشرقي امس..اذ جدد عزمه امام عسكره بان يعدم قوات الدعم السريع طافي النار.. عزما على المضي الى استنفاد اخر طلقة في ساحة الوغى!
وان هم هزموه..فهو ببارك لهم البلاد التي امتلكها بشهادة بحث انقلابه العسكري..وفوقها هذه الامة الهاملة هوادة و التي استعبدها بصك وصايته عليها!
وهو الذي كان يؤشر للاعلام حتي قبل مغادرته سرداب البسالة والصمود بكلام اقرب الى الانعطاف نحو طريق التفاوض وانهاء الحرب.
فجعل اذكى المحللين الذين يتتبعون اشارات انعطافاته في حيرة ويتساءلون كما شاعرنا عبدالعزيز سيداحمد والفنان ابو سريع ( الاشارة جاي.. ولا جاي)
و نخشى انه سيعود من جولته التي سيبداها بمصر وقد نزعت عنه مصابيح الاشارات كلها.. ليستخدم في تحديد قراراته القادمة ذراعا ملوية ناحية الوجهة التي يحددها شرطي المرور!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى