تعامل المجتمع الدولي بات روتينيا مع حرب السودان وإن الأمر يذهب في اتجاه دعوهما يتقاتلان حتى يصلا الي مرحلة من الضعف
بعد فراغي قبل قليل
من مطالعة تقرير بعثة
الأمم المتحدة لسلام السودان
“يونتامس” المقدم للأمين العام
للأمم المتحدة في ٣١ أغسطس الماضي وغطي التقرير الفترة من ٧ مايو وحتى ٢٠ أغسطس الماضي وقبله كنت قد طالعت تقاريرا لعدد من المنظمات المؤثرة في القرار الدولي بدا
لي واضحا أن تعامل المجتمع الدولي بات روتينيا مع حرب
السودان وإن الأمر يذهب في اتجاه دعوهما يتقاتلان حتى
يصلا الي مرحلة من الضعف
تجعلهما يقبلان باي حلول يقترحها المجتمع الدولي.. مع تلميحات خجولة الي ضرورة فرض صيغة ما لحماية المدنيين ففي الوقت الذي حمل تقرير
(اوتشا) رصدا دقيقا للهجمات على المرافق الصحية منذ بدء الحرب وحتى الثلاثاء الماضى وحجم النزوح واللجوء خلال ذات الفترة وحدد المبالغ التي يحتاجها للانفاق على المتضررين كاشفا عن ضعف كبير في استجابة المانحين ..
ونبه التقرير الي أن السودان مقبل على كارثة حقيقية حال استمرار الحرب حمل تقرير بعثة الأمم المتحدة مسؤولية
استمرار الحرب والإنتهاكات التي حدثت للطرفين بالتساوي
واتفقت التقارير جميعها على ايراد عبارة( تفريط الطرفين في حماية المدنيين) وردت هذه العبارة بصيغ مختلفة في التقارير الأربعة التي اطلعت عليها بحسب ما إستطعت من إحصاء قرابة ٥٩ مرة.
كما ركزت التقارير وبشكل واضح على تردي الأوضاع الإنسانية وتجاهل طرفي الصراع لها وعدم اهتمامهما
بالسعي لتخفيف آثار الحرب على المدنيين، وبالنقاش مع مجموعة من الخبراء في صناعة القرار الدولي لم يستبعد
معظمهم فرض مناطق آمنة لحماية المدنيين خاصة في دارفور والتي توقع الخبراء اشتداد النزاع فيها وتحوله الي حرب على الهوية خاصة بعد توتر العلاقة بين قائد الدعم السريع وقادة الحركات المسلحة الذين رفضوا بشكل واضح تبنيه لبعض اطروحات الحركات خاصة فيما يتعلق بان هدف الحرب التي يخوضها الان تفكيك ما يعرف اصطلاحا بدولة ٥٦.
وما يلفت الانتباه في تقرير الأمم المتحدة وغيره من تقارير عن الأوضاع في السودان أن جميعها تتحدث عن سيطرة شبه كاملة للدعم السريع على أربعة من ولايات دارفور وجزء كبير من كردفان والجزء الأكبر من العاصمة الخرطوم، وتتحدث عن سيطرة الجيش على ولايات الشمال والشرق،مما يعني أن المنظمات بدت وكانها تهئ لأمر ما سيحدث ..
وبربط التقارير أعلاه مع تحركات وزارة الخارجية ورئيس مجلس السيادة سنجد
أن الاثنين يرقصان على (لحن نشاذ) إذ أن مشاكسات وزارة الخارجية مع الفاعلين في الإقليم الذي اليه ينتمي السودان ومحاولة صناعة تكتلات فاشلة في افريقيا واقول فاشلة لا اعتباطا ولكن لأنها تعتمد على دول ليس لها تأثير كبير في القارة مثل جنوب السودان وارتريا الي جانب انها لايمكن ان تكون مساندة لمشروع مدعوم من التيار الإسلامي في السودان،، اما مصر يبدو أن العلاقة معها ستدخل الي مربع جديد غير الذي كان.خاصة بعد تردد انباء عن اتصالات تمت في نيروبي.
والناظر الي رحلات رئيس مجلس السيادة الخارجية والتفاعلات التقاطعات الدولية حتى اللحظة يجدها تصب في اتجاه زيادة الاستقطاب حول السودان اكثر من انها تعمل على تفكيكه وذلك بإدخال لاعبين دوليين جدد الي المشهد السوداني المكتظ اصلا مما سيجعل دائرة تضارب المصالح تزداد.
حسبي الله ونعم الوكيل
#قلبي_على_وطني